وكذلك كان لهم أثر عظيم في الأدب، وحسبك من شعرائهم الشيخ غالب
هذه دار المولوي ولكن لا أري الوفود متزاحمة على بابها، ولا أرى الدار آهلة بنزّالها، قد أقفر الندىّ، وخلا السامر، وعدت الدار من الآثار، يدخل إليها بالمال الصالحون والفجار
يلقى الداخل سور يتوسطه باب عتيق فوقه ظلة وعليه ثلاثة أبيات بالتركية تدل على أن السلطان مراد خان بن سليم خان بنى هذه الخانقاه سنة ٩٩٢ هـ. ومراد هذا هو مراد الثالث ابن سليم الثاني ابن سليمان القانوني (٩٨٢ - ١٠٠٣ هـ) فإذا ولج رأى فناء ينتهي إلى الشمال بحجرات كانت مساكن المولوية ومجالسهم ومطابخهم ومأوى ضيوفهم. وإلى اليمين حجر رفيعة اتخذت الآن مكتبة. وأمام الداخل بناءٌ كبير تعلوه في الجهة اليمنى قبة خضراء مخروطية تحلّق فوق قبر جلال الدين، وفي الجهة اليسرى مأذنة وقبتان كبيرتان، ويُدخل إلى البناء من باب جميل مصنّع تعلوه كتابة فيها هذا الشعار الذي يرى على كثير من أبنية المولوية:(يا حضرت مولانا) ويفضي الباب إلى حجرة فيها آثار للمولوية فيها كتب ونسخ من المثنوي هي أقدم نسخة وأنفسها، ثم باب آخر يفضي إلى قبور المولوية والمصلى ودار السماع (سماعخانة): إلى اليمين رواق عليه قبة ويفصله سياج وسُتُر تمنع الناس أن يدخلوا إليه أو يروا ما فيه إلا أعالي ضريحين كبيرين أحدهما لجلال الدين والآخر لأبيه بهاء الدين ويبدو ضريح الأب من وراء السياج مستطيلاً رأسياً فيقول العامة: لقد قام بهاء الدين في قبره إجلالاً لأبنه
وفي وسط البناء رواق بناه السلطان الفاتح، وإلى اليسار مصلى ودار للسماع من آثار السلطان سليمان القانوني
وفي البناء من عجائب الخط والنقش والتذهيب والكتب والبسط ما يبهر الناظر، وفيه من ملابس مولانا وآثاره وآثار بنيه
رأيت أربع قلانس قيل إن إحداها قلنسوة مولانا، وأخرى لابنه سلطان ولد، والثالثة لشمس الدين التبريزي، والرابعة لحسام الدين جلبي من كبار أصحاب جلال الدين
ورأيت ثلاثة مصاحف كتبت في أواخر القرن التاسع فيها ترجمة تركية ومصحف سلجوقي بين سطوره ترجمة فارسية ونسخا من شروح المثنوي، ونسخة من الفتوحات يقال إنها بخط الشيخ الأكبر