للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورأيت سجادة عليها صورة الكعبة قيل أنها كانت لأم جلال الدين مؤمنة خاتون بنت السلطان جلال الدين خوارزمشاه، وسجادة أخرى يقال أن السلطان علاء الدين السلجوقي أهداها لجلال الدين يوم عرسه، عليها الآية: (أقم الصلاة لدلوك الشمس). . . الخ

وقناديل صنعت في مصر. . . الخ الخ

أطفنا بجوانب المكان نستمع إلى الدليل، وللذكرى في نفوسنا صوت أبين من صوته وأصدق وأجّل، ولكني أستعيذ بالله من قول القائل:

يك طواف مرقد سلطان مولاناي ما ... هقت هزار وهفصد وهقت وحج أكبر ست

(طوفة بمرقد مولانا سبعة آلاف وسبعمائة وسبعون حجا أكبر)

ثم خرجت وفي النفس حنين إلى البقاء وعزم على العودة:

خرجت أمشي يقول قلبي ... للرِّجل بالله أنظريني

وعدت في اليوم التالي فلقيت أمين الدار وكنت واعدته اللقاء لاشتراء بعض الصور، فقلت: أريد تجديد العهد بالمزار فدخل معي يطوف في أرجائه ويصف ما يرى ويروي من التاريخ.

وخرجت ولم أقض حاجات الفؤاد من رؤية ما وراء السياج.

ونعوذ بالله من الحجاب! إن شرّ ما يلقى الصوفيّ أن تسدل الحجب دون آماله ويحال بينه وبين مقصوده. خرجت كارهاً أتثاقل لأمضي مع الرجل إلى داره فيعرض عليّ ما صوّر من آثار قونية.

قال: أأنت أستاذ؟ قلت نعم. قال: انتظر، ثم أشار إليّ فتبعته فرجع إلى المزار وتلفت ثم أشار إليّ وفتح باب السياج فتبعته. قال: نحن نمنع العامة من الدخول ونمكّن الأساتذة الباحثين من رؤية ما يشاءون. فشكرت له وسرت إلى ضريح جلال الدين بين قبور كثيرة لشيوخ المولوية من أولاده. وقفت وقفة أناجي الروح العظيم وأستلهم حكمته وعظمته؛ ثم خرجت وفي النفس ما فيها من جلال الذكرى وثورة الشوق

- ٣ -

ورأينا من آثار قونية مسجد علاء الدين وقصره وهما من أعظم آثار السلاجقة هناك؛ يقومان على ربوة في المدينة تسمى ربوة علاء الدين (علاء الدين تبه سي)

<<  <  ج:
ص:  >  >>