- أظنه لا يتعبها ما يرضيك. . . أليس كذلك أيتها الملكة؟ ورفعت المائدة. . . ورفع الملك والملكة. . . وهبط أدولف وعاد إلى مخدعه محزوناً. . .
لقد كان يحسن أن يتقي هذه المقابلة. إنه لم يربح منها شيئاً إلا غيرة خاطئة صوبها إليه قلب صاحب حق
. . . ولكن. . . لا. . . أو هل يمكن أن يكون قد طاب لها أن تعبث به. . . ولماذا لا تكون هذه الصلة كلها من أولها إلى آخرها مؤامرة دبرتها مع نفسها، أو أغرتها بها شيطانة عابثة. أو دبروها معاً
بدأ الشك والقلق يخزان نفسه
١١ - يتخبط
إنهار المسكين!
كان قد أحس حبه المتجرد قد رسا به في مرفأ جديد من مرافئ الوجود: كله ربيع!
رسا فيه. وهم أن ينزل إليه فإذا به يضع قدمه في هذه الدنيا من جديد وفي بقعة من بقاع برلين.
إنه يحب برلين، ويحب ألمانيا. إنه وطني عنيف. ولكن حبه لوطنه لا يزيد على حبه لتمثاله. . . فهل التمثال هو المقصود بالحب؟
و (هي). . . قد قالت إن وطنها القديم لم يعد اليوم إلا جانباً من مسرحها الجديد. وهو لا بد أن يكافئها. . . ولا بد أن يضم إلى ملكه هذا المرفأ البعيد الذي رأى نفسه قد رسا فيه. . .
فما الطريق إليه؟. إلى أين؟. إلى المرفأ البعيد؟ أي مرفأ؟ وأين هو؟!
ويل أو طوبى لمن طلب البعيد!
١٢ - عتاب
في هذا الاضطراب الموجع القاسي أخطأ بعض أصحاب أدولف في حقه وفي حق كفاحه فقتلهم بيده. . .
وليس القتل بالفعلة التي يرتكبها الإنسان ثم يسهل عليه النوم. انتابه الأرق ليلتها وثارت به نفسه. كان صرعاه يحبونه، وكان هو يحبهم. حقاً إنهم أخطئوا، ولكن من في الناس