المعصوم؟ ثم من ذا الذي منحه السلطان على الأبدان والنفوس؟
أولا يمكن أن يكون هؤلاء الضحايا أبرياء. . . من يدري؟!
وكيف يقتل المتطهر البريء؟!
العين بالعين. والسن بالسن. وإذا كان في الغفران فضل ففضله للباذل الواهب.
فهل يغتفرها لنفسه؟. كلا. . . كلا. . . فهو إذن منقوص معيب، و (هي) لا تحب المنقوص المعيب. . .
هاهي ذي! تمد يدها بالمسدس إلية. . . مد هو أيضاً يده. تناول المسدس، ورفعه إلى رأسه، وأطلقه. فقد أرادت (هي) أن
يموت مكفراً عن خطيئته.
ولكنه كان قد استنفد الرصاص في رؤوس صرعاه. وكانت الطلقة كاذبة. نظر إليها يعتذر عن جرأته على الحياة بعد ما أرادت فإذا هي تقول:
- هل رأيت. . . ما كانت بك حاجة إلى قتل إخوانك بيدك. فالشر وحده كفيل أن يقتل المخطئين. . . لا تلطخ يدك بالدم بعد اليوم، ولا بالدنس. وليكن منذ اليوم سلاحك الصدق ودرعك الإيمان. . .
- ما هذا؟ كأني سأكف عن المضي في كفاحي. . . فأنا أناضل خصوماً كل منهم جبار عنيد. ولن أصل إلى ما تريدين مني إلا بعد مجزرة أردم بأشلاء قتلاها هذه الهوة التي تفصل ما بيني وبينك
- إذن فأنت لم تبلغ ما أريدك أن تكون. ولست إذن إلا كغيرك من المفتونين!
وغادرته يرتجف وهو يقول:
- كأنها تريد مني أن أقول للشيء كن. . . فيكون
١٣ - تجربة
وخانه خائن جديد من اخوته المقربين. . . فانطلق إليه. . . ولكنه أحسها تنطلق إليه معه. . . حتى إذا جاءه ربض أمامه، ومد إليه بالمسدس يده. فتناول المسدس الصديق الخئون وأفرغ رصاصه في رأس بدنه، وخر أمام صاحبه رمة لوثتها الخطيئة، وجثت روحه عند قدميها (هي) باسمة شاكرة إذ هونت عليها سكنى الرمم فاشترت بها براح الخلود. . .