خاص
لقد اشتغل أحمد أمين بالقضاء الشرعي بضع سنين، فهل قرأتم له مقالاً أو قصة تدل على أنه توجَّع مرةً واحدةً للمآسي الإنسانية؟
لقد عاش أحمد أمين مدة بالواحات، فهل سمعتم قبل أن تسمعوا مني أنه عاش بالواحات؟
لو كان أحمد أمين أديباً لحدثكم عن تلك المروج التي يجهلها المصريون
ولكن أحمد أمين لم يكن أديباً، وإنما كان موظفاً مخلصاً لواجب الوظيفة لا يرى ما عداها من الشؤون، ثم قال له طه حسين كن أديباً فكان!
وهنا أوجه القول إلى من أغضبهم هجومي على الأستاذ أحمد أمين فمن هم أولئك الغاضبون؟
منهم محام فاضل ألف عدة كتب في الحياة الأدبية والاجتماعية وقد كتب إليّ مرتين يدعوني إلى الترفق في الهجوم على هذا (الأديب)
وهذا المحامي الفاضل يعجب من أن نصحح رأي الأستاذ أحمد أمين في القرآن، وهو يظن أن اللذات الحسية التي سينعم بها المؤمنون في الجنة إنما هي لذات روحية
وأقول إن القرآن وعد المؤمنين بأن سيكون لهم في الجنة لحم طير مما يشتهون، وحورٌ عِين كأمثال اللؤلؤ المكنون، وسيقال لهم: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)
وظاهر النصوص هو الأصل، فهل يرى هذا المحامي الفاضل أن نؤول كلام الله ليصح كلام أحمد أمين؟!
ومنهم كاتب مشهور أخذ يوسوس ذات اليمين وذات الشمال بأن زكي مبارك مولع بهدم الرجال، وأنه لو عدم مجالاً للخصومة لخاصم نفسه بلا ترفق!
وأنا أترك الرد على هذه التهمة لمن يعرفونني معرفة شخصية من أمثال العقاد والمازني وهيكل والزيات، بل أترك الرد على هذه التهمة لحضرة الأستاذ أحمد أمين
كيف تشيع عني هذه المقالة السيئة وأنا الكاتب الوحيد التي احترم معاصريه فتحدث عنهم في مقالاته ومؤلفاته بما يحبون، وسجل آراءهم في الأدب بنزاهة وإخلاص؟
ما هو الشر الذي تنطوي نفسي عليه حتى يستبيح الزملاء اتهامي بحب المناوشات والمشاغبات؟