جارفاً يخلصه من الأغلال التي كان يرسف فيها، ولكن للأسف كان حب ميريام من ذلك النوع الروحي مما كان سبباً في تغلب الأم في النهاية.
وكانت ميريام قد أرسلت خمساً من قصائده إلى أحد الناشرين فنشرها له، وشجعه هذا على أن يرسل إليه أولى رواياته (الطاووس الأبيض) وقد ظهرت الرواية في يناير سنة ١٩١١ أي بعد وفاة أمه بشهر واحد
وبموت أمه وفشل حبه ينتهي الجزء الأول من حياة لورنس وفي أحد أيام أبريل من عام ١٩١٢ قصد لورنس إلى منزل الأستاذ أرنست ويكلي كي يتوسط له لدى إحدى الجامعات الألمانية بغية الحصول على إحدى وظائف التدريس بها. وفي هذه المقابلة الأولى وقع لورنس في حب زوجة الأستاذ الألمانية. ولدهشته شعر أنها قد بادلته حباً بحب فكتب إليها يبثها غرامه ويطلب منها أن تطلع زوجها على ما بينهما فلم تتردد أن تفعل ذلك برغم شدة تعلق زوجها بها وبرغم أنها قد أنجبت منه ثلاثة أطفال
سافرت فريدا بعد ذلك مع لورنس إلى متز حيث قابل لورنس والدها البارون فون رتشتوفن حاكم الألزاس واللورين بعد الحرب البروسية، وكانت مقابلة جافة بين الأب الأرستقراطي وبين لورنس الذي ينحدر من طبقة الدهماء. بعد ذلك سافر لورنس وحده إلى أرض الرين. ثم قابلته هي في ميونيخ، وهناك تحت سفح جبال الألب وعلى ضفاف نهر الإيزر بدآ حياتهما معاً. ومن هناك ذهبا إلى بحيرة جاردا حيث نقح روايته (الأبناء والمحبون) ثم أرسلها إلى أحد الناشرين فردها هذا إليه ثانية بحجة أنها أقذر كتاب وقعت عين الناشر عليه. ومن غريب الأمر أن الرواية نفسها نالت تقريظ الكتّاب بعد نشرها وأجمعوا على أنها من أروع ما كتب في الأدب الإنجليزي. وفي هذا المكان كتب (الشفق في إيطاليا) وكذلك مجموعة من أشهر قصائده
وعادا إلى لندن دون أن يمكثا بها طويلاً. فذهبا إلى بافاريا حيث كتب لورنس قصة (الضابط البروسي) التي تنبأ فيها بالحرب العظمى مع أنه كتبها عام ١٩١٣
وفي الشتاء التالي ذهبا إلى إيطاليا حيث كتب روايته (قوس قزح) وأرسلها إلى جارنت - أحد الناشرين - فلم تصادف هوى في نفسه. فكان يأس لورنس لا يوصف، لأنه كان يعتقد أنه إنما يحاول أن يعلم الناس كيف يعيشون فكان ينتظر منهم الحمد والثناء فلم يجد سوى