العصر ظهر الشعر السياسي، وهو فن من الأدب يختلف عن التعصب للقبيلة كل الاختلاف، وله مزايا وخصائص تنتظر أديباً له نظرة خاصية لا عامية
فمتى تعرف كلية الآداب ذلك الأديب؟
إن من العار أن يقول أستاذ من كلية الآداب بأن الأدب في العصر الأموي ليس إلا صورة من الأدب في العصر الجاهلي
وهل يستطيع إنسان أن يقول بأن الكميت بن زيد الأسدي كان له نظير بين شعراء الجاهلية؟
إن العصر الأموي ينتظر أديباً يفهم أنه كان صلة الوصل بين العصر الجاهلي والعصر العباسي، ويدرك أنه تحرر كل التحرر من العقلية الجاهلية
فمتى تعرف كلية الآداب ذلك الأديب؟
إن عميد كلية الآداب اليوم هو الأستاذ محمد شفيق غربال، وهو مؤرخ جليل يفهم أن دراسة تاريخ القرون الوسطى أمر واجب، لأن ذلك التاريخ كان الصلة بين القديم والحديث، فهل نستطيع أن نشير عليه بأن ينشئ في كلية الآداب كرسيا للعصر الأموي الذي جهله أحمد أمين؟
ليت، ثم ليت!!
إن المسافة بين العصر الجاهلي والعصر العباسي طويلة جدّاً، لأنها تقع في نحو خمسين ومائة سنة، وهي المدة التي انتظمت عصر النبوة وعصر الخلفاء وعصر الأمويين، وفي تلك المدة كانت الشخصية العربية هي الشخصية التي تهدد ممالك الأرض، والتي تسنّ شرائع الفتوّة وقوانين المجد، والتي تلوّن العالم بألوان مختلفات، والتي مكنت العرب من أن يكون لهم صوت مسموع في أقطار المشرق والمغرب
فهل يُعقل أن يكون أدب العرب في ذلك العهد صورة ثانية من أدبهم في أيام الجاهلية؟
ومن الذي يصدق أن الشعراء المسلمين كانوا يتهاجون على نحو ما كان يصنع الجاهليون؟
وهل خطر ببال أحمد أمين أن العصبية السياسية في العصر الإسلامي كانت لها ألوان لم يعرفها شعراء القبائل في الجاهلية؟
هل فكّر في تحديد الخصائص الشعرية للمدح والهجاء في العصر الأموي؟