وأمس رأيت السيد البدوي في الرؤيا وبشرني بالشفاء ولهذا طلبت منك هذا الطلب)
وعلى أن ما طلبه مني ليس فيه شيء من التوسل بالسيد البدوي وإنما هو صلاة لله وقراءة لما تيسر من كتاب الله ودعاء خالص يَصْعَد إلى الله ليعجل بشفائه
وهذا كله عمل خالص لله وحده فقد حاك بصدري شيء من الشك في عقيدته، ورأيت من أجل ذلك أن أتلطف لمعرفة حقيقة ما يعتقد في التوسل بالمشايخ، فسألته في خطاب بعد ذلك بقليل عما يقوله رجال الصوفية من أنه لابد لكل مسلم أن يتخذ (واسطة) من مشايخهم يصل به إلى الله، وهل هو قد اتخذ هذه (الواسطة) فأجابني في كتاب تاريخه (١٥ يولية سنة ١٩١٨) بما يلي:
(. . . وأنا ألتجئ دائماً إلى الاستمداد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه واسطة الجميع، ولا أدري إن كان فِيَّ استعداد للتلقي عن هذه الغاية البعيدة أم لا)
وبعد أن انقضت شهور على هذه الرؤيا ولم تتحقق البشرى حدثته في ألا ينشر ما وضعه من شعر في السيد البدوي وأن يُبْعِدَه عن ديوانه، فقال: إن هذا ما سأفعله إن شاء الله وسأجعله مما أهمله من شعري
هذا هو نبأ توسلات الرافعي بالسيد البدوي الذي تحدث عنه الأستاذ العريان
ومن يقرأ ما كتبه الرافعي في الدين ووصفه لإسلام المصريين بأنه إسلام فرعوني بما شابه من ذرائع الوثنية، وما اختلط به من البدع الشركية، يتبين له صدق ما قلنا وصحة ما روينا وأنه كان طوال حياته حرباً على الدجل والخرافات، والشعبذة والتوسلات، تلك التي لا يعرفها دين الإسلام؛ وأنه نذر كما يقول الأستاذ سعيد (أن يموت في الجهاد وفي يده الراية ينافح بها الشرك والضلال، ويدعو إلى الله ويواصل حملة التطهير)
والأمر الثاني في قول أخينا سعيد، من أن السيد رشيد رضا رحمه الله، لما قرأ مقدمة النسخة الأولى من مجلة البيان المنسوبة إلى الأستاذ الإمام محمد عبده قال:(. . . لقد كنت حاضراً مجلس الشيخ وسمعت منه هذا الحديث، ولكن لم أجد له من القيمة الأدبية ما يحملني على روايته)
وهذا القول لو ثبت على ما رواه صديقنا سعيد من أن مقدمة البيان من وضع الرافعي لكان ذلك طعناً في خلق إمام كبير من أئمة الدين يذهب بالثقة به ويلقي الشك في الأخذ عنه،