وحدة المعاني والأغراض.
وما رأي هذا الباحث المفضال في أشعار مسلم بن الوليد؟ هل خطر بباله أن عند هذا الشاعر قصائد تؤرخ بعض الوقائع الحربية؟
وهل توجّع الناس لمصرع المتوكل إلا بفضل رائية البحتري؟
وهل عرف الناس عزيمة المعتصم يوم عمورية إلا بفضل بائية أبي تمام؟
وبمناسبة هذين الشاعرين اللذين خدما الخلفاء في العراق ننتقل إلى شعراء الشام: فهم عند أحمد أمين لم يصفوا بلادهم ولم يصوروا ما وقع فيها من أحداث اجتماعية.
فهل يعرف أن شعراء الشام كانوا من أحرص الناس على وصف الطبيعة وأقدرهم على تعقب أحداث المجتمع؟
هل سمع أحمد أمين باسم شاعر يقال له الصنوبري أجاد كل الإجادة في وصف المناظر الطبيعية؟
هل يجهل أحمد أمين أن أبا فراس الحمداني سجل الصراع بين العرب والروم أروع تسجيل؟
هل ينكر أحمد أمين أن المعري وصف أحداث زمانه وصفاً نادر المثال؟
هل يعرف أحمد أمين أن شعراء الشام تغنَّوا بمحاسن بلادهم وأسرفوا حتى قيل إن الشام جنة الأرض؟
هل يعرف أحمد أمين أن اسم الغوطة شرق وغرب بفضل ما تغنَّى به أولئك الشعراء؟
هل يذكر أن الهيام بالوصف كاد يصير طبيعة شامية يشهد لها ما صنع البحتري حين وصف إيوان كسرى بالعراق؟
وهل يذكر أن قصيدة أبي تمام في وصف الربيع لا تقل روعة عن أعظم ما قال الأوربيون في الربيع؟
وهل يذكر أن مصاولة الذئاب والأسود لم توصف بأجمل مما صنع البحتري والمتنبي؟
وما رأي أحمد أمين في الصحراء؟
أليست الصحراء من الطبيعة يا حضرة الأستاذ؟
هي من الطبيعة بلا ريب. فهل تستطيع القول بأن شعراء الشام والعراق لم يصفوا