الموجات اللاسلكية الطويلة منها والقصيرة أو فترة حياة (الراديوم فإن حديثنا عنها يختلف عن فترة تردد الموجات المصاحبة للبروتون في ميكانيكية (دي بروي) الموجية أو ربما عن فترات أقصر من ذلك يحدثنا عنها العلماء في مستقبل العمر.
ومع ذلك فإن هناك عاملاً آخر يتصل بسر الوجود وما يحدث فيه من تطورات. وكنت لا أرغب أن أتعرض بالبحث عنه لولا أن أسئلة الأستاذ تحتم عليّ اللجوء إلى هذا الطريق. ولعلي أُوَفَّق في أن أشرح هذا العامل الخارجي، وأن أكشف عن رأيي في المثال الآتي:
إن من الصعب أن نضع على الأرض عصا طويلة مدببة الطرف في وضع رأسي ونتركها على طرفها هذا وفي هذا الوضع دون أن تقع العصا على الأرض. ولو أننا وفقنا بصعوبة إلى ذلك فإنه لن تمضي لحظة حتى تقع العصا على الأرض وفق اتجاه لا نستطيع تحديده. ولو أننا تساءلنا عن مساق (مصير) العصا وهي في وضعها الرأسي لا تستند إلى شيء لقررنا أنها حتماً واقعة على الأرض. لنفترض بعد ذلك أن هناك كائناً حياً يرفع العصا طوراً ويدعها تقع على الأرض تارة أخرى
ثمة مجموعتان واحتمالان لمواضع العصا وما يخبئه لها القدر:
المجموعة الأولى تتكون من العصا والأرض. هنا نحتم أنها تقع على الأرض وأنها لن تقوم رأسية من تلقاء نفسها كما كانت
والمجموعة الثانية تتكون من العصا والأرض والإنسان اللاعب بها. هنا تقع العصا ولكنها تعود رأسية كما كانت ويصح أن يتكرر ذلك ما دام الكائن موجوداً
ولو افترضنا أننا مخلوقات نعيش على سطح العصا، وأن فترة آجالنا محدودة جداً بنسبة الزمن الذي تقع فيه عصانا هذه فإننا الآن في مرحلة نشاهدها وهي تقع، ولكننا لا نستطيع أن نجزم بأنها لا تقوم بنا كرة أخرى، فقد يكون هناك لاعب ماهر يلعب بالعصا ولا نعرف من لعبه شيئاً، وقد تكون هذه إحدى المرات العديدة التي وقعت العصا فيها على الأرض
فلا تخش أيها الكاتب على الكواكب انقطاع دورانها وعلى النجوم وقوف حركتها وعلى الكهرباء انعدامها وعلى الجاذبية نهايتها وعلى الأرض فناءها وعلى الأحياء موتها، فإننا عاجزون عن أن نعرف الأصل في كل هذا وأن نستوعب للكون مبدأ وللحياة نهاية، لهذا لا يجوز لنا دائماً أن نقول إن الذي ترك العصا تميل وتقع يستطيع أن عيدها سيرتها الأولى،