على سيرك حتى تبلغ الأفق، حيث يغدو ما هو أرضي ترابي سماوياً لا نهائياً. هذه كانت أنشودة الفجر:
ولكن - وا أسفاه - قدم المساء وحالت الجبال والأنهار دون سيره، فترامى على البحر لكي يبلغ غايته! ولكن الغاية كانت تفر دائما دون أن يدركها.
وقف الحاج في النهاية قائلا! (وا أسفاه! لا طريق تقودني إلى الغابة، والسماء لن تلتقي مع الأرض. والمكان الذي أنا فيه ليس هو بالمكان الذي يجب أن أكون فيه.)
وهو في بعض أحيانه الأخرى (كالهارب) الذي يسأل نفسه. (أين يجب علي أن أمشي حتى أجد الهدوء؟ أنا متكئ على عصاي! والأرض الضاحكة بربيع شبابها ما هي - لي - إلا كالضريح.
فاصعد يا لون الصباح! ولون الشفق والقبل الملتهبة هذه الإحراج والغابات. وانزل أيها المساء، وسكن بهمسك الجميل هذا العالم الذي سكنت منه الحياة
أنت أيها الفجر لا تنير إلا حقلا للأموات، وأنت أيها المساء لا تهز بهمسك الجميل إلا نعاسا طويلا.)
ولكن أية أحلام يريدها الشاعر في قصيدتة (آلهة اليونان) ففي هذه المقطوعة يظهر الهدف الذي سعى إليه، ووضعه نصب عينيه. فهو يتغنى بالشك ويتباهى به، لأنه يقدس من اليونان الأقدمين ما يريد أن ينشره من عبادتهم الوثنية فهو يعظم خلقهم البسيط، وبكرم أساطيرهم الحساسة. بل هو يأسف على ذهاب العصر الذي كانت تحكم فيه مجموعة آلة لطيفة تسيطر على العالم. وتقود الناس وراءها إلى إلهات اللذائذ والمسرات ويختم هذه القصيدة بقوله:
(سرعان ما تبدل كل شيء! في كل الخليقة يجري سلطان الحياة المطلق
أما النبات القديم، والوقار الحزين فقد طردتها من عبادتك الصافية. وكل القلوب يجب أن تخفق سعيدة مغتبطة لأن السعداء كانوا حلفاءك، ولا شئ إذ ذاك مقدس غير الجمال) أما وقد قطع هذه الرحلة فليدن خطوة أخرى! أليس هو معتنقاً مذهب الشك وناصراً مذهب اللذة فلماذا لا يؤمن بالعدم ويتغنى به؟ وهذه قصيدة (الخضوع للقدر)
إن إنسانا مخلوقا للسعادة يتمثل لنا في يومه الأخير. كان زاهداً في كل طيبة من طيبات