عناصر معروفة، حتى المواد العضوية المكونة للأحياء ترجع إلى مركبات كيميائية معروفة يغلب فيها عنصر الكاربون حيث يعظم فعله، وكما قدمنا يعزو فريق من العلماء الحياة نفسها إلى أن مركبات هذا العنصر الأخير تتحد مع غيره من العناصر بما يجعل الجزيئات الجديدة كثيرة الذرات كثرة من الصعب إحداثها بالطرق العادية، ورجح هؤلاء أن هذا هو الفارق بين المادة الحية والمادة عادمة الحياة، ورجحنا من ناحيتنا أنه لا بد أن تكون ثمة أسباب أخرى نجهلها تجعل فارقاً بين النوعين في التكوين
هذه المجموعة من العناصر الكيميائية، المبتدئة بالهيدروجين والمنتهية بالأيرانيوم ذلك العنصر المشع الذي نبه على خواصه الإشعاعية بكارل في آخر القرن الماضي، لا تكون مجموعة منتظمة، بل مجموعة تحمل نظاماً مستتراً، ففي سنة ١٨٦٠ بين الباحثان الروسي والألماني لوتر ماير أن العناصر مرتبة وفق نظام
والواقع أننا لو رتبنا العناصر وعددها واحد وتسعون عنصراً وفق وزنها الذري مبتدئين بالعناصر ذات الوزن الذري الخفيف ومنتهين بالعناصر ذات الوزن الثقيل، فإن هناك حالة تظهر في تتابع خواصها الكيميائية، بحيث يتخذ الهيدروجين أول مكان في هذه العناصر فيكون مجموعة بمفرده يليه غاز الهيليوم مكونا طرف الدورة يتبعه الليتيوم، والكاربون والأزوت، والأكسيجين حتى غاز أما الهيليوم فهو غاز ليس له أي اثر كيميائي فهو غير فعال بينما للليتيوم خواص قلوية واضحة كما انه فعال من الناحية الكيميائية، أما العناصر الوسطى من هذه المجموعة فلها خواص بين القلويات والحوامض؛ فإذا وصلنا للفلور آخر المجموعة وجدناه يكوِّن في الواقع حامضاً شديداً؛ أما الدورة الثانية فتبدأ بغاز النيون يتلوه الصوديوم كأول عنصر قلوي ذي أثر ويتلو هذا وذاك المعادن الخفيفة كالملجنيزيوم والأليمونيوم حتى السيليسيوم، وبعيداً في نفس العائلة تجد الكبريت والكلور حيث العناصر الحامضية الشديدة. ونجد التتابع ذاته في المجموعات العليا التي تتلو ذلك بحيث تبدأ دائماً كل مجموعة بأجسام قلوية تتلوها أجسام بين القلوية والحامضية ثم أجسام حامضية، ولقد كان التدرج حتمياً والدورات منتظمة للحد الذي تنبأ فيه (ماندلييف) بضرورة وجود عناصر أخرى في المجموعة الواحدة، عناصر غير معروف وجودها للعلماء في ذلك الوقت، عناصر أصر على وجودها في الكون (ماندلييف) لا لشيء سوى انسجام مجموعة معينة