باب الشواذ، وما أردته من ذلك البحث هو هل يجوز لنا إحياء شواذ اللغة والقياس عليها ونهجر القياس الشائع مع عدم وجود ما يمنعنا من استعماله - عندي أن القياس مع هذا أولى إن لم يكن واجب التقديم: وما عند علماء اللغة أريد أن أعرفه!
(معهد الزقازيق)
عبد الغني جمعة
النعيم الحسي والمعنوي في الجنة
خلقت مشكلة الجناية على الأدب مشكلة أخرى. وهي: هل نعيم الجنة حسي أم معنوي؟
وهاتان المشكلتان وأمثالهما من المشكلات الحبيبة إلى النفس لأنها في سبيل الأدب والعلم، لذلك نرجو الله أن يكثر من أمثالهما بقدر ما يريحنا من المشكلات السياسية العقيمة.
ولقد قرأت ما كتبه الدكتور زكي مبارك. وما كتبه الأستاذ قراعة في هذا الصدد فعنت لي بعض ملاحظات على رأى الأستاذ قراعة أسطرها فيما يلي:
أولاً: يتشبث الأستاذ بأن لذات الجنة لذات معنوية، ويذهب إلى وجوب تأويل النصوص التي يدل ظاهرها على أنها حسية. وهذا فضلاً عن أنه مخالف لإجماع أهل السنة فإن كثيراً من النصوص لا يمكن تأويلها إلا بتعسف شديد لا يحتمله. وكذلك قوله تعالى
(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق. قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) فقد دلت الآية الكريمة على أن أنواع الزينة والطيبات من الرزق مباحة للمؤمنين والكافرين في الدنيا، خالصة للمؤمنين في الآخرة لا يشركهم فيها أحد. ولا شك أن أكثر لذات الدنيا ونعيمها حسي محض. وسيكون في الآخرة بهذا الاعتبار نفسه. . .
وقال تعالى:(ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون. يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين) فإن في قوله تعالى فيها ما تشتهيه الأنفس مع ملاحظة اختلاف النفس والروح يشعر بأن النعيم الأخروي حسي في كثير من النعم. . .
وفي الصحيح عن حذيفة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها. فإنها لهم في الدنيا،