وسناد الردف من عيوب القافية أيضا. أو الجوازات الشعرية المستهجنة كقطع همزة الوصل في قولة:
إذا صار أمسي ويومي غدا ... فيارب اضرب على مقلتي
أو الأخطاء في استعمال الألفاظ كقولة:
وسبحان ربيَ معين العطاءِ ... يخصُّ النباهةَ بالنملةِ
وصوابها: يخص النملةَ بالنباهة.
أو أخطاء اللغة كقوله:
ربيتُ طليقاً على فطرتي ... ويا ما أُحيلى طفوليتي
وصوابها: طفولتي، ومثلها ألوهيتي في قوله:
فترتُ وثارت أنانيتي ... فضعتُ وضاعت ألوهيتي
وصوابها ألوهتي. الخ
أجل، لئن غفرنا له هذه الأخطاء وأمثالها مما قد يقع فيه كل متأدب، فلن نغفر له تساهله في استعمال الأخطاء وحشرها في أبياته بين قوسين دلالة على معرفته لها وتعمده استعمالها.
وتعمد استعمال الأخطاء خطيئة مضاعفة يلام عليها صاحبها أشد اللوم وأعنفه وما نحسب أنفسنا مغالين في هذا أو مسرفين.
وإنه ليعز علينا أن يتجنى بعض المجددين على ما يعدونه قديما فتعمى بصائرهم لا عن جمال البيان وروعة الأداء فحسب، بل عن روعة الأفكار التي يريدون حمل لوائها؛ كما يعز علينا كذلك أن يتجنى بعض المحافظين على القائلين بالتجدد والآخذين بأسبابه.
وقول الأستاذ قازان إنه لم يعثر في قديم الشعر على معنى طريف يستوقفه، وإنه غاص فيه إلى أعماقه، فلم يرو نفسه العطشى:
(فكنت وبي عطش قاتلٌ ... كمن يشربُ الماَء بالشوكة)
خطل ما في ذلك ريب بل ضلال عن وجه الحق والصواب.
ولقد وقع في مثل خطأه من قام بالأمس يجرد المنفلوطي من أدبه في إحدى المجلات الأدبية البيروتية. وصدور مثل هذه الآراء عن أدباء الجيل الطالع من الشباب تجن ما بعده تجن، ولا يقل عن هذا بعدا عن الحق قول الدكتور عمر فروج في (جبران خليل جبران) في