التوحيد في اللغة التفريد. تقول: وحدت الشيء وأحدته إذا فصلته عما سواه وأفردته. وفي الشرع: اعتقاد أن الله واحد احد، فرد صمد، لا ند له ولا ضد. والتوحيد أساس العلوم الدينية، وهو الذي نزلت به الكتب، وأرسلت به الرسل، وتوارثه المجددون في كل عصر، وقاموا عليه خير قيام. وهو الذي يجب أن يكون رأس الدعوة، ويجاهد في سبيله كل من عاداه، حتى يكون الدين كله لله، وتترك العبادة لما سواه من حجر وشجر وبشر، وشمس وقمر، وملك وجن، وسائر ما عبد من دون الله في الملأ الأعلى أو الملأ الأدنى، وهذا هو مناط النجاة في الآخرة، وليست الدنيا إلا دار سباق لها.
أنواع التوحيد
التوحيد ثلاثة أنواع (١) توحيد الربوبية (٢) توحيد الألوهية (٣) توحيد الأسماء والصفات (فالأول): الإقرار بان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الأمور. (والثاني) هو إفراده تعالى بجميع أنواع العبادة، والتوجه إليه وحده بالدعاء والطلب. (والثالث) هو أن يوصف الله سبحانه بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله من الأسماء الحسنى، والصفات العليا. فمن الأسماء: الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، ومن الصفات: الرحمن على العرش استوى، بل يداه مبسوطتان، وكلم الله موسى تكليماً.
وقد دل القرآن وشهد التاريخ أن العرب قبل الإسلام كانوا مؤمنين بوجود الله، مقرين له بالوحدانية في الخلق والرزق، والتدبير والتأثير، والإحياء والإماتة، وتصريف جميع الأمور، وان ليس لآلهتهم شيء من ذلك. والنصوص في ذلك كثيرة وصريحة، قال تعالى:(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله) وقال: (قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمن يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ومن يدبر الامر؟ فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون؟) وقال: (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه أن كنتم تعلمون؟ سيقولون الله: قل فأني تسحرون) وهذا هو المسمى بتوحيد الربوبية الذي كان عليه أهل الجاهلية، وهو توحيد الرب بأفعاله.