وقراء الأدب في مصر محدودون، فكان بديهياً أن يتحول قسم كبير منهم من (الرسالة) إلى (الثقافة) وأن تحس الرسالة أنها لم تبق وحدها في الميدان. فاشتد النزاع واشتد. . . ورأينا الزيات يدخل على مجلته تحسينات وأبواباً جديدة، ثم لا يلبث أن يحاول اجتذاب طلبة الأزهر إليه فيجعل منهم حزباً يعضده على حزب الجامعة. ولا أدري أنجح في محاولته هذه أم أخفق. وكل ما أعرفه أن الثقافة راجت سوقها على ضعف مادتها، وعلى افتقارها إلى الروح الصحفية الحديثة.
فـ (المعدة) إذن كانت منشأ المعركة القائمة الآن بين أحمد أمين والدكتور زكي مبارك، أو بين الرسالة والثقافة. فإذا كان الأدب العربي أدب معدة في عصوره القديمة لا أدب روح، فمعلوم أن حياة الأديب القديم لم تكن هينة الموارد، فما بال الأستاذ أحمد أمين يتمسك في أدبه بما يعيبه على الآخرين؟. . .
انتهى كلام محدثي، وقد نقلته إلى قراء (المكشوف) بكل أمانة.
(جوابة)
بعثة عراقية إلى الأزهر
كان نوري باشا السعيد رئيس الوزارة العراقية قد كتب إلى رفعة علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي في صدد قبول الحكومة المصرية عدداً من طلبة العراق في الأزهر للتخصص في الوعظ والإرشاد، فتلقى نوري باشا من رفعته الرد التالي:
(تلوت بموفور السرور والارتياح خطابكم الكريم الذي ضمنتموه عزيز أمنيتكم أن تقبل الحكومة المصرية عدداً من طلبة القطر العراقي الشقيق للتخصص في مسائل الوعظ والإرشاد، وقد بادرت بعرض الأمر على جلالة مولانا الملك المعظم، ثم اتصلت بفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر في هذا الشأن، وقد اتفق على قبول عدد من الطلبة بقدر ما يستطاع توفيره له من أماكن، ستبلغ نحو العشرة.
ولا أراني في حاجة إلى أن أؤكد لدولتكم أن من أحب الأشياء إلي العمل ما أمكن على ازدياد روابط البلدين إحكاماً وقوة، وإننا جميعاً يسرنا أن نبذل أقصى الجهد في تحقيق هذه