هرية رزنة وتلقى قسطاً من من العلم في الأزهر، ثم درج بعد مدارج الرقي فكان في نموه كالشجرة الطيبة في سموقها لا كالعليق الذي لا ينمو إلا على غيره من النبات
ولولا ذوو الأطماع من المتربصين بمصر وحرية مصر لجنت البلاد من هذا الانتصار أطيب الثمرات ولعزت بذلك كلمة الأمة حتى ما تذل بعدها؛ ولكن مصر وا أسفاه جنت من انتصارها هذا العلقم والحنظل
وكيف كان يتسنى لمصر السلامة ووراء الخديو الإنجليز يتربصون ويكيدون؟ لقد حق لماليت الآن أن يدعو حكومته إلى التدخل المسلح فقد حانت الساعة وواتت الحجة، ولن يهم إنجلترا أن تكون هي المدبرة لكل ما حدث فلن يكون احتجاج الضعفاء إلا صرخة ضائعة، ولن يكون منطقهم إلا ثرثرة وشكواهم إلا تبجحاً
لم تكن في البلاد ثورة ولا خاف فيها أجنبي على حياته أو متاعه ولكن أعوان السوء صورها يومئذ صورة منكرة انزعجت منها أوربا أشد الانزعاج، مع أن هؤلاء الكاذبين كانوا يعلمون حقيقة الأمر ويوقنون أن المسألة لا تعدو خلافاً بين الوزارة والخديو ما كان ليبلغ ما بلغه من الشدة لولا تدخلهم على ذلك النحو الأثيم
ولم تكن البلاد مثل تلك الحال من الفوضى التي ذكرها المبطلون. وحسبنا أن نورد هنا بعض ما جاء في خطابين كتبهما عرابي باشا إلى مستر بلنت وكان ذلك في أوائل شهر أبريل أي قبل الأزمة التي نحن بصددها بنحو شهر. قال عرابي: (ونحن نرجو لإنجلترا أن تكون أقوى الأصدقاء لمساعدتنا في إيجاد نظام حسن على أساس الحرية فنسير عندئذ على غرار الأمم المتمدنة الحرة. ونحمد الله فإننا سنرى قريباً نجاحك في جهودك ولهذا نعتبر وصولك سالماً لبلادك فألاً حسناً للنجاح المنتظر. . . أما بخصوص النصيحة التي زودتنا بها فنحن نشكرك ونخبرك بأننا لا نقصر في حفظ النظام والهدوء لأننا نعتبر هذا من أهم واجباتنا ونؤكد لك أن كل شيء هنا هادئ؛ فالهدوء والسلام يسودان البلاد ونحن وإخواننا الوطنيون ندافع بأقصى ما يمكننا عن حقوق جميع السكان بصرف النظر عن الأمة التي ينتمون إليها؛ ونحن نحترم جميع المعاهدات والاتفاقات الدولية ولن نسمح لأحد بمساسها ما دامت أوربا تحفظ وترعى علاقتها الودية معنا. أما عن تهديدات الماليين وأصحاب المصارف في أوربا فإننا نتقبلها بالحكمة والثبات واعتقادنا أن هذه التهديدات