للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أننا سنفرض أن ليس في ثناء زكي كبارك هذا ما يمكن أن يكون موضع مؤاخذة أو استدراك، فما علاقة كلال بصره عن نور الله بما جاء في صدر دعائه من طلب الانشغال عن الله؟ أبلغت الدراسات الفلسفية بالدكتور زكي مبارك أن يرى أن ليس لما وراء البصر في عبادة الله مذهب، فإذا لم يستطع أن يبصر فلينصرف عن الله وليشتغل عنه بنعيم الجنة؟ أهذا هو حاله الذي تسامى إليه في (التصوف الإسلامي)؟ وهل معنى رؤية الله عنده في نعمة المشكورة الاشتغال بتلك النعم عن الله؟ أم هل في منطق فلسفته أن المؤمن بعظمة الله وجبروته يستطيع أن يجترئ على الله ذي العزة والجبروت فيسأله عن نفسه سبحانه بنعيم الجنة لأي سبب من الأسباب؟

لا. ليس من الممكن أن يكون الدكتور زكي مبارك جاداً حين يزعم للناس أن عبارته تلك قد بلغت غاية الغايات في الإيمان بعظمة الله لمجرد ذكره فيها أن بصره أضعف من أن يواجه نور الله. إنه يسخر وهو يصطنع الجد كبعض من قرأ لهم من أدباء العرب أو أدباء الفرنسيين. إنه يسخر من نفسه أو يسخر من الناس؛ لكنه يسخر في مجال لا ينبغي لمؤمن أن يسمح للسخرية أن تحوم حوله ولو من بعيد. وقد أهبنا بزكي مبارك مخلصين أن يتوب إلى الله من اجترائه عليه وأن يخلص التوبة. فلئن أصر ليوشكن أن يسخر منه الله.

محمد أحمد الغمراوي

سعد وسعاد

في أول كلمة كتبها شيخنا الجليل عبد المتعال الصعيدي، كان مثار الاضطراب عنده في القصة أن سعداً ذهب يبث شكواه إلى الخليفة مروان والخليفة معاوية في وقت واحد. وإنما سبق ذلك إلى ذهنه لأنه مر بالقصة خفيفاً فجعل (مروان) بدلاً من الخليفة في هذه الجملة (والى تلك الجهة الأموي المفتون المدل بمكانه من قريش ومكانه من الخليفة، مروان بن الحكم) مع أن سياقه القصة وما تقدم هذه الجملة من كلام لا يجعل مجالاً للشك في أن المراد بالخليفة: معاوية وبالوالي: مروان. هذا إلى أني أعتقد أن مكانتي عند العلامة الصديق لا تتدلى إلى قرار أجهل الفرق معه بين عهد مروان وعهد معاوية وهو لا يسع أن يجهله تلاميذنا في المدارس الابتدائية

<<  <  ج:
ص:  >  >>