للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى البحتري له أبياتاً في الشيب والشباب في حماسته منها:

فلم أر كالشباب متاع دنيا ... ولم أر مثل جدته ثيابا!

ولو أن الشباب يذاب يوماً ... به حجر من الجبلين ذابا!

قال الفرزدق في الأدب والحكمة و (للفرزدق في الأدب والحكمة مقدار من الأبيات يشتمل بعضها على رأي صحيح أو حكمة حسنة، أو قول يتمثل به، وهذا الضرب يمثل الروح العربية في أدبها وحكمتها).

وروى الأستاذ للفرزدق جميع الأبيات الآتية:

لا يعجبنك دنيا أنت تاركها ... كم نالها من أناس ثم قد ذهبوا

يفنى أخوك، فلا تلقى له خلفاً ... والمال بعد ذهاب المال يكتسب

ألم تعلموا يا آل طوعة إنما ... يهيج جليلات الأمور دقيقها

قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم

والإناء في طبعات الأغاني والكامل، وطبقات الشعراء للجمحي، والإيجاز والإعجاز للثعالبي. ورواية (الأتي) اقرب إلى الفرزدقية:

فكان كعنز السَّوْء قامت بظلفها ... إلى مدية وسط التراب تثيرها

وكنت كذئب السوء لما رأى دماً ... بصاحبه يوماً أحال على الدم

من هنا أخذ صاحب (اللزوميات) القائل:

وأفعلْ بغيرك ما تهواه يفعله ... وأَسمع الناسَ ما تختاره مُسمعه

وأكثرُ الأنسَ مثل الذئب تصحبه ... إذا تبيّن منك الضعفَ أطعمه

وبيت الفرزدق من شواهد الصحاح واللسان والتاج وغيرها.

وفي اللسان: (تقول هذا رجل سوء بالإضافة، وتدخل عليه الألف والآم فتقول: هذا رجل السوء. قال الفرزدق. . .)

فقد تلتقي الأسماء في الناس والكنى ... كثيراً، ولكن لا تلاقى الخلائق

هذا البيت في ثلاثة أبيات ذكر البغدادي منها أثنين (قال: يونس بن حبيب: أشد الهجاء الهجاء بالتفضيل؛ وذلك كما قال صديق مولانا القريب، وابن عمته النسيب الفرزدق بن غالب، وقد قيل له: انزل على أبي قطن قبيصة فحسبه ابن مخارق الهلالي، فإذا هو آخر،

<<  <  ج:
ص:  >  >>