واحسب أن لو قال هذا الكلام تلميذ بالسنة التوجيهية لسقط في الامتحان أبشع سقوط
فتشبيه الناقة بالظليم أو بالثور الوحشي تشبيه مقبول جداً، وليس مادياً لاصقاً بالأرض لأن وجه الشبه هو السرعة لا الشكل، والسرعة صورة معنوية
أحمد أمين يريد في الواقع أن يقول إن الناقة شبهت بحيوان يعيش في الأرض لا في السماء، وآية ذلك أنه عاب على امرئ القيس أن يشبه الفرس بجلمود صخر حطه السيل من علٍ، وقال:
(إن غير العرب شبهوا سرعة الفرس بالبرق)
ذلك كلام احمد أمين، وما تفتري عليه
فهل رأيتم كلاماً أغرب من هذا الكلام؟
أنا أنتظر رأي أساتذة البلاغة بكلية الآداب والأزهر ودار العلوم
هل من الصحيح أن تشبيه سرعة الفرس بالبرق أدق من تشبيه سرعته بجلمود صخر حطه السيل من شواهق الجبال؟
إن تشبيه سرعة الفرس بالصخرة التي حطها السيل من شاهق لا يقف عند السرعة وإنما يتعداها إلى الثقل. فالفرس عند العدو ثقيل جداً بحيث لا يملك مراعاة ما قد يعترض الطريق من شجرة أو جدار، وكذلك لا تملك الصخرة الانحراف من جانب إلى جانب حين تنحط من شاهق
أما تشبيه سرعة الفرس بسرعة البرق فهو تشبيه لا يقبل إلا عند من يرحب بالأخيلة البهلوانية
وأين الفرس من البرق؟
إن ما يقطعه البرق في لمحة واحدة قد يعجز عنه الفرس في الأعوام الطوال
والغرض من التشبيه هو تقريب بعض الصور من بعض، أما الإغراب في التشبيهات والاستعارات فيهو سخف مرذول
وأحمد أمين الذي تعجبه الصور السماوية كصورة البرق هو نفسه أحمد أمين الذي عاب على العرب أن يتصوروا مصير الغميصاء بعد فراق سهيل
(زعموا أن الغميصاء وسهيلاً كانا مجتمعين فانحدر سهيل فصار يمانياً، وتبعته العبور