فعبرت المجرة، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت)
تلك هي الأسطورة العربية التي استسخفها أحمد أمين، ولو كان يعرف تاريخ الأساطير لأدرك أن هذه الأسطورة فيها ملامح يونانية، فالنجم الذي يهوي من موضع إلى موضع هو إلهة عاشقة تنحدر لموعد غرام مع إله معشوق
وكانت الغميصاء المسكينة على موعد مع معشوقها سهيل، ولكنها عجزت عن عبور المجرة فظلت تبكي حتى أصابها الغمص
ولو كانت هذه الأسطورة يونانية لا عربية لعدها احمد أمين من غرائب الخيال، وعد أصحابها من الزاهدين في الأرض والمفتونين بالسماء!
وأنتِ كذاكِ قد غُيِّرتِ بعدي ... وكنتِ كأنك الشعري العبورُ
ثم ماذا؟ ثم ماذا؟
ثم رأى أحمد أمين أن دين العرب في الجاهلية قد ظهر أثره في وصفهم للمرأة، فهم (لم ينظروا في المرأة إلا إلى جسمها. لقد أدركوا تمام الإدراك جمالها الحسي، ولكنهم لم يدركوا جمالها الروحي. ولعوا بقدها الممشوق، وعيونها الدعج، ووجهها الوردي، وخصرها النحيل، وردفها الثقيل، وما شئت من أعضائها وأجزائها. فأما روحها السماوي وجمالها الروحي، وتعشق روح الشاعر لروحها والشعور بأنها مصدر وحيه وإلهامه فشيء لم يستطع إدراكه الشاعر الجاهلي)
ثم يصرح بأن الوقوف عند هذه المعاني في النظر إلى المرأة شيء مخجل (؟)
أما أنا فأقول بأن نظرة الشاعر الجاهلي إلى المرأة نظرة سليمة تدل على الفحولة والفتوة، فجمال المرأة، جمالها الصحيح، هو في نواحيها الحسية، وليس من العيب أن يقول الرجل إنه يشتهي المرأة شهوة حسية، وإنما يعيب الرجل ألا يملك من المرأة غير أنس الروح بالروح
إن أحمد أمين يحب أن يكون روحاً لطيفاً شفافاً يؤذيه أن يتحدث الناس عن العيون الدعدج، والقد الممشوق، والخصر النحيل.
هو يحب أن يضاف إلى رجال الأخلاق!
أما أنا فأبغض أشد البغض أن أضاف إلى هذا الطراز من رجال الأخلاق