فيه. وهم إنما يقولون: إن صفاته عين ذاته، أي أن ذاته تسمى باعتبار التعلق بالمعلومات عالماً، وبالمقدورات قادراً إلى غير ذلك، أي بمعنى أنه عالم بذاته لا بأمر زائد على ذاته (العقائد النسفية وحواشيها ص ١٠٦). وثانياً يحتاج الكلام إلى تصحيح من جهة ادعاء مشاركتهم للجهمية في هذا الأصل، أي أصل إنكار الصفات؛ فإن (الجهمية وطوائف أخرى ملحدة يعطلون الأسماء والصفات تعطيلاً يستلزم نفي الذات المقدسة)
(فلسطين)
داود حمدن
اللغة العربية والجامعة المصرية
في مقال الدكتور زكي مبارك المنشور في العدد ٣١٨، كلام طيب في مؤاخذة القائمين على التدريس بكليات الجامعة. إنهم زعموا أن بالعربية قصوراً عن حاجة العلم، كأنهم يريدون أن يجدوا للمخترعات الحديثة (دون تعب منهم ولا سعي) أسماء في معاجمنا القديمة، فإذا لم يجدوا وصموا خير اللغات بالعجز والقصور، وما العجز في الواقع إلا عجزنا، وما العيب إلا فينا وفي هممنا. والكنز لا تنتفع به حتى ننبش فوقه بالمعاول
ونحن (في الشام) ما ينقضي عجبنا من قيام كليات في الجامعة المصرية على عقوق العربية إلى اليوم، بينما أثبتت الجامعة السورية منذ عشرين عاماً (في عمل صامت) صلاح العربية لتكون لغة علم. قام أساتذتها (وهم خريجو أرقى معاهد الغرب) يدرسون العلوم بالعربية ولاقوا في هذا السبيل عناء جاهداً. ولا ريب أن الأمر شاق لا يحمله إلا بطل يبذل له ما يبذل المجاهد الشجاع في الميدان
وخير برهان على اتساع لغتنا هذه المؤلفات العلمية الجامعية الضخام التي ألفها لسد حاجة الجامعة الدكاترة الأساتذة: الخياط. سبح. الشطي. الخاني. خاطر. . . وغيرهم؛ بل إن بعضهم طبع معجماً خاصاً بالمصطلحات التي وضعها لفنه، وما أظن أن ذوي الشأن في مصر علموا بهذا
وحبذا لو تبادلت الجامعتان العربيتان في مصر والشام نشراتهما وأنظمتهما ومطبوعات أساتذتهما ومعاجمهم ومصطلحاتهم. ثم تداولتا الرأي بما ينهض التأليف العلمي بلغة العرب.