والوطن يشكر الذين رفعوا اسمه بأعمالهم كما يشكر غيرة وزير معارف مصر وجهد الدكتور زكي مبارك.
(دمشق)
س. أ
حول الوحدة العربية
قرأت في العدد (٣١٩) من الرسالة مقالاً للأستاذ عز الدين التنوخي عضو المجمع العلمي العربي بدمشق تأييداً لما يكتبه الأستاذ أبو خلدون ساطع الحصري بك نقداً لكتاب (مستقبل الثقافة في مصر)
وقد عرض في هذا المقال لمبحث طريف حين طلب إلى الدكتور طه حسين أن يكون أديب الأقطار العربية كلها أولى من أن يكون في قطر واحد أديباً! ثم قال:(. . . أوليته - وهو مسلم مصري - خاطب العرب بما خاطبهم به الأستاذ مكرم عبيد - وهو النصراني المصري - وهو لذلك أشد اتصالاً منه بالفراعنة ذوي الأوتاد!)
وبهذه المناسبة أقتبس شيئاً من مقال للأستاذ مكرم عبيد في هذا الموضوع يجنح إلى تحليل فكرة الوحدة العربية وتأييدها وذكر أنه قابل الأستاذ مكرماً في دمشق وسأله عن تلك النعرة الفرعونية في مصر وأنه لا يزال يذكر أن الأستاذ أجابه بما معناه: نحن عرب في مصر ولا نمجد الفراعنة إلا لأنهم عرب!
وأنا أقول إن الأستاذ مكرم عبيد وإن كان أديباً كبيراً (ومن نوابغ مصر في ثقافته وأخلاقه ووطنيته) إلا أنه سياسي عتيد، ولا يخفى ما في جوابه السابق من أساليب السياسيين، ولعل ذلك لم يغب عن الأستاذ التنوخي! فإن فكرة رد الفراعنة إلى أصل عربي يطول مداها، وتصل بنا إلى غور التاريخ مما لسنا في حاجة إليه اليوم. خصوصاً وإني أعلم أن فكرة كراهية الفرعونية في مصر ترجع إلى سببين: أحدهما سياسي والآخر ديني؛ أما السياسي فهو أنها تقف حجر عثرة في سبيل الوحدة العربية كما يراها أنصارها. وأما الديني فيرجع إلى فكرة خاطئة هي أن فرعون قد ذكر في (القرآن الكريم) بأنه حاكم باطش مستبد بالرسل. . . وهذه الفكرة خاطئة لأن فرعون الباطش الفرد لا يعني فراعنة ثلاثين أسرة