ما معنى ذلك أيها الناس؟
معناه أنه صار مفهوماً عند كل مخلوق أن القرآن أس متين من أساس الفصاحة العربية، فكيف جوز القول بأنه لم يؤثر في أخيلة الكتاب والشعراء والخطباء؟
أقول هذا وذهني خال خلواً تاماً من العصبية الدينية، فليس من همي أن أخلق أصدقاء للقرآن، وان كان ذلك مما يشرفني لو تساميت إليه، وإنما أنا رجل أشتغل بتدريس اللغة العربية، وفي تلاميذي مسلمون ونصارى ويهود، ومن واجبي أن أرشدهم جميعاً إلى الحرص على تذوق البلاعة القرآنية، لأنها بلغت الغاية في الدقة والعذوبة والجمال
وأريد أن أستقصي هذا الموضوع بعض الاستقصاء، فقد تضيق الفرص عن درسه بالتفصيل فيما بعد
إن أحمد أمين يقف عند الشعر في درس تأثير القرآن، لأن الوقوف عند الشعر ينجيه قليلاً من المعاطب، إن كان من الممكن أن يعرف سبيل النجاة بعد أن وقع منه ما وقع وهو لنفسه ظلوم
وللأستاذ أحمد أمين أن يسلك من مذاهب النجاة ما يشاء، أما أنا فسأطوقه بطوق من حديد فلا يعرف سبيل الخلاص وإن بالغ في التشكي والتوجع، واستعدى علينا بفلانة وفلان
لابد أن يكون أحمد أمين قد سمع بتأثير الإنجيل في الأدب الفرنسي، ولا بد أن يكون سمع بأن شاتوبريان تأثر في أدبه بأخيلة الإنجيل
فهل يمكن القول بأن أثر القرآن في اللغة العربية أقل من أثر الإنجيل في اللغة الفرنسية؟
إن أحمد أمين يقتل نفسه عامداً متعمداً، إن قال بذلك؟
وأتحداه أن يقول، أتحداه، أتحداه، إن وجد السلامة في غير الصمت!
اسمع أيها الصديق
إن القرآن قص على الناس أخبار الأنبياء، فهل تعرف ما ابتدع المسلمون من الأقاصيص حول الأنبياء؟
وهل تعرف كم مرة تعرض المسلمون لشرح ما في القرآن من أخبار وأقاصيص؟
وهل تعرف عدد التفاسير التي ظفر بها القرآن المجيد؟
حدثنا القرآن عن بعض أخبار يوسف مع فرعون، فهل تعرف أن هذا الحديث كان له مئات