للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعميم أن الرضى بالنعيم أطيب مما في الجنة من ثمرات مهما كانت درجة المرضي عنه. ولعل المخرج من هذا قول الدكتور في العدد ٣١٨ في الرد على الأستاذ الغمراوي: (إن العبادة الصحيحة هي رؤية الله في نعمه المشكورة) فإني أرى أنه بهذين قد زحزح نفسه كثيراً عن رأي حسية لذات الجنة، لولا ذكره ما ذكر من دعاء ناقشه فيه الأستاذ الغعمراوي مناقشة عنيفة في كلمتين، فكتب أستاذنا الدكتور زكي كلمة يحمد الله تعالى فيها على نعمة الإسلام

على أن وجود الأشياء الحسية في الجنة لا يعني أن التمتع سيكون حسياً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب ملاحظة تغيير ما في طبيعة الإنسان في الدنيا عنها في الآخرة لوجود قوى نفسية نازعة للبهيمية وعدم إمكان تصور هذا في الآخرة، على فهم أن أصحاب الجنة لم يصلوا إليها إلا لأنهم فهموا خصائص الروح وتمتعوا كثيراً كل حسب درجته بلذتها، فلا يعقل أن يكون حبهم للذة الروحية في العالم الثاني أقل من حبهم لها في عالمهم الدنيوي. ثم إن للجو حكمة، فجو الجنة جو روحي لا يمكن أن يعمد إنسان إلى الخروج عنه؛ على أن الحسيات لها بعض العناية بها، وللذاتها بعض الرغبة فيها، على أن تكون ثانوية وتابعة، وعلى أن تنحو نحو الفكرة الروحية. وإذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى - كما في الحديث القدسي -: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، ألم تنجنا من النار! فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) ويكفي أستاذنا الدكتور زكي مبارك من علامات روحية اللذات في الجنة أن أصحاب الجنة سيكونون ولا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشية، وتحيتهم فيها سلام، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين

محمود علي قراعة

المغرب الأقصى وفكرة الخلافة

قرأت متأخراً في العدد الممتاز من مجلة (الهلال) الأغر مقالاً للأستاذ عبد القادر حمزة باشا عن الخلافة الإسلامية وعدم إمكان قيامها في الوقت الحاضر، جاء فيه ما يلي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>