إن مصر هي التي حفظت لغة القرآن بلا جدال ولا نزاع، فمن العار أن يوجد في أبنائها من يقول إنها لغة أجنبية
ومن أعجب العجب أن تحفظ لنا الأمم العربية هذا الفضل، ثم نتنكر نحن لهذا الفضل!
من اعجب العجب أن تذكرنا الأمم العربية بماضينا في خدمة اللغة العربية، ثم يكون فينا من يقول بأن اللغة العربية في مصر لغة أجنبية
فما هي لغتنا إذن؟
إن اللغات المصرية القديمة لن تعود أبداً، ولو أنفقنا في سبيلها غاليات الأنفس والأموال، فهل ترون أن نتكلم بعض اللغات الأوربية، وهي أجنبية أجنبية أجنبية؟
وهل يدعو إلى هذا الرأي غير مخلوق جهول لا يعرف ما تعيش به الأمم من المقومات الذاتية؟
إن مصر ستحتفل بعد قليل بالعيد الألفي للقاهرة، فهل تستطيع مدينة في الشرق أن تقول إنها أدت للدراسات العربية والإسلامية ما أدت القاهرة؟
هل تستطيع مكة وهي مهد اللغة العربية أن تقول إنها تنافس القاهرة في ماضيها اللغوي والأدبي؟
وهل طبع المصحف في مكة بقدر ما طبع في القاهرة؟
وهل أذيعت تفاسير القران في أي بلد عربي بقدر ما أذيعت في القاهرة؟
وهل نشرت عيون المؤلفات العربة إلا بفضل مطابع القاهرة؟ وهل عرف التسامح في درس المذاهب الإسلامية كما عرف في القاهرة؟
احفظوا نعمة الله عليكم، يا أهل مصر، وكونوا عند ظن الأمم العربية بوطنكم المحبوب
ولنفرض أن العامية هي لغة المصريين وأنها ترجع إلى عهد سبق الإسلام هو عهد الهكسوس كما قال بعض المبشرين، فما عسى أن تكون تلك العامية المصرية؟ أليست لغة عربية فصيحة المفردات لا ينقصها غير الإعراب وهو ليس شرطاً أساسياً في الإفصاح؟
أنا لا أسمي هذه اللغة عامية، وإنما أسميها لغة التخاطب ولكل أمة في الدنيا لغتان: لغة تخاطب ولغة إنشاء