الحياة كما قد يبدو، ولكنها كانت سياسة مرسومة لمحاربة البطالة، إذ ما كادت تنصرم تلك الأيام حتى تغيرت الفكرة من الناحيتين النظرية والعملية فلم نعد نسمع أو نقرأ في ألمانيا كلمة واحدة عن الأمومة وطبيعة المرأة
لقد كان النساء يفصلن من أعمالهن بالمئات في المدة من سنة ١٩٣١ - ١٩٣٥ بغير رحمة ولا شفقة، والآن أصبحنا نراهن يسقن إلى تلك الأعمال بالطريقة نفسها. فالنظرية القائمة في ألمانيا الآن هي نظرية الحرب وحاجة الحرب، فسواء كانت طبيعة المرأة تدعوها إلى ملازمة المنزل أولاً، فإن النظام القائم يدعو النساء إلى أن يحللن محل الرجال في أعمالهم التي تخلو باستدعائهم إلى الأعمال الحربية، سواء أكانوا مطلوبين للخدمة العسكرية أو للعمل في زيادة السلاح تلك الزيادة التي
لا تقف عند حد
وفي ألمانيا الآن كثير من النساء يشتغلن بالأعمال الزراعية الشاقة، حيث يسقن إليها بطريق العنف والقوة تحت أحكام قانون العمال. ومما يدعو إلى العجب أن بعض هؤلاء النسوة كن يطردن من أعمالهن التي ينشدن فيها الرزق لحماية أنفسهن بدعوى الرأفة بهن في عهد هؤلاء الذين يسوقونهن إلى الأعمال المرهقة بغير تدبر ولا رحمة
كل هذا يحدث في ألمانيا باسم الحرب والتأهب لها، فالنساء والرجال في ألمانيا يباغتون بقسوة وشدة، فيفصلون من أعمالهم ووظائفهم التي تعودوها وأحرزوا فيها قصب السبق والنجاح، ليلحقوا ببعض الأعمال الخاصة بالتسلح والتأهب للحرب، ولا عبرةً بما يقال عن إرهاق المرأة وتحميلها ما لا تطيق.
ومما قالته جريدة (أنجريف) في يوليه سنة ١٩٣٨، وهي لسان حال الدكتور جوبلز:(يجب أن تشتغل النساء الآن مع الرجال في أعمالهم. فجسم المرأة مطالب بان يؤدي للدولة العمل الذي يؤديه جسم الرجل). ولا فرق بين الرجل والمرأة في ألمانيا إلا في أن المرأة تتقاضى ٤٠ % من الأجر الذي يتقاضاه الرجل.