للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بشر فارس

وفاة الأستاذ سجموند فرويد

توفي الأستاذ سجموند فرويد في ليلة الأحد الرابع والعشرين من شهر سبتمبر في منزله بهامستيد عن ثلاثة وثمانين عاماً قضاها في خدمة الطب وعلم النفس وشؤون الاجتماع دارساً وباحثاً ومعلماً ومؤلفاً حتى ترك للعالم والعلم ثروة من نتاج الفكر العبقري الخالق كان لها الأثر العظيم في توجيه علم النفس إلى وجهة جديدة

ولد هذا العلامة الكبير بمدينة فريبرج الصغيرة في اليوم السادس من شهر أغسطس سنة ١٨٥٦ ثم تلقى ثقافته العامة في فيينا ورحل بعد ذلك إلى باريس فدرس نظريات الدكتور شركون في الأعصاب وخواصها وأوضاعها. ثم عاد إلى فيينا فتولى التدريس في جامعتها وتقدمت به كفايته حتى عين فيها أستاذاً لأمراض الأعصاب وعلاجها سنة ١٩٠٢، وفي خلال ذلك توفر على البحث والتأليف فلفت إليه أنظار العلماء بأصالة فكره وثقوب ذهنه وطراقة رأيه، ونال الدكتوراه الفخرية في سنة ١٩٠٩ من جامعة كلارك ووستر بأمريكا. ثم عين في السنة التي بعدها عضواً أجنبياً في الجمعية الملكية ببريطانيا. وظل في وطنه يخدم العلم والتعليم وهو موفور العيش مرفوع المكانة حتى ضمت النمسا إلى ألمانيا فاضطهدته العصبة النازية لأنه يهودي فهاجر بزوجته وأولاده إلى لندن فعاش بها إلى أن توفاه الله

كان فرويد بطلاً من أبطال العلم جاهد فيه وصابر حتى انتصر وفتح. فهو صاحب مذهب جديد في علم النفس قوض أسسه القديمة، وقلب أوضاعه القائمة، ولقي في سبيل تأييده ونشره ما يلقاه المجددون من عنت الجدل وسفه الخصومة. ورماه الناس بالدجل والشعوذة حين قرر أن الأمراض العصبية تشفى بالتحليل النفسي؛ ولكنه يثبت لخصومه يقارعهم بالحجة ويأخذهم بالتجربة حتى انظم إليه طائفة من صفوة العلماء فاعتقدوا مذهبه وأعانوه على ضبطه وبسطه

وخلاصة مذهب فرويد في علم النفس أن الغريزة الجنسية هي علة الاضطرابات العصبية، وأن ما يختزنه العقل الباطن في جميع مراحل العمر هو الذي يؤثر فينا ويهيمن علينا؛

<<  <  ج:
ص:  >  >>