للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومجموعة من مثل هذه الأقاصيص توضح لنا كنه ما تحت أقدامنا من الأرض

لا بد أن يكون أقدم الناس في عهد سكنى الكهوف قد لاحظوا أن بعض أماكن من الأرض سوداء مخصبة وأن بعضها صخري والبعض رملي. وفي جهة ما من كل إقليم لا بد أن تكون قبيلة وربما كانت إقامتها عند شاطئ نهر أو مهدٍ جاف لغدير أو في وهد على مقربة من المساكن. وقد لاحظ الناس ذلك النوع الخاص من الأرض الذي تنطبع عليه آثار الأقدام ولكنها تجف عندما تظهر الشمس

لسنا ندري من البادئ بهذا الاستكشاف فقد يكون رجلاً أو امرأة أو طفلاً ممن يلعبون بعجينه من الطين كما هي عادة الأطفال من عهد لا تعيه الذاكرة ولكنه صادف أن وضع هذا المستكشف طينه المبتل على قطعة مسطحة من الخشب أو كتلة ذات تجويف ثم أدرك لما جفت عجينة الطين أنها ليست لينة كما كانت بل أصبحت صلبة متماسكة وأنها تجمدت على الشكل الذي وضعت عليه وهي عجينه

ومهما يكن السبيل الذي أمكن الوصول منه إلى هذا الاستكشاف فإن كل قبيلة مما يعيه علمنا قد صنعت في بداية عهدها أواني بسيطة الشكل من فخار مصنوع من الطين، ففن صنع الأواني وهو تكييف الطين بأشكال يمكن بها استعماله، أو صنع أشياء جميلة منه، هو أقدم الفنون وأوسعها انتشارا

إن قصة ازدياد المرء معرفة بهذه الأرض العجيبة التي يطأها بقدميه، وقصة ازدياد حذقه أساليب استعمالها - إن هذه القصة تتكون من قصص خمس لاستكشافات موفقة وصل إليها العالم في عهود مختلفة من التاريخ على أيدي أعضاء في كل قبيلة

ولقد كان إنجاز هذه الكشوف الخمسة أسرع في بعض القبائل من بعضها، ففترات الاستكشاف استغرقت في بعض القبائل مائة عام أو خمسمائة بل قد تبلغ الفترة ألفاً من الأعوام

لكن كلاً من هذه الاستكشافات قد وصلت إليه قبيلة بنفسها على يد حاذق منتج من رجالها قبل أن تصبح صناعة الخزف من الأعمال العامة

أما الاستكشاف الأول فهو أن بعض تراب الأرض صلصال حقيقي تحدث به عند البلل نعومة عظيمة وعند الجفاف صلابة شديدة وأنه إذا وضعت عليه علامة عند نعومته فإنها

<<  <  ج:
ص:  >  >>