عندي أسبابا أخرى أهم وأقوى تبرر بغضك!. . . مهلا!. . . (يناجي وزر نفسه على مسمع من عنترة)(ان كان ترك لك عينيك ولم يكن لك جلاداً فهل كف أن يكون خائناً لكل عربي نحب حريته واستقلاله. انه يريد أن يبيع ويسلم بلاده إلى الفرس)
(ثم يوجه الكلام إلى عنترة) وهذا ما أعرفه منذ أكثر من عامين، لقد كبر وعظم جرمك حتى برر كل اعتداء واغتيال وسحب ذيل النسيان على الجريمة التي كنت ضحيتها، والعربي لا يحفل بفقد عينيه ومته في سبيل إنقاذ بلاد العرب!
عنترة - هل نصبت نفسك حكما؟
وزر - (وقد اطمأن شيئا فشيئا) لقد حكمت نفسي بكل الوسائل من سلاح وقول وكل ما يصلح للقتل والانتقام، أما تراني ادن جريئا سفاحا؟
عنترة - عجبا لك! كيف يعرفون أن يشوهوا الحقيقة الحسناء! يخفون صورة الجمال تحت كثيف البراقع والأصباغ كالعجائز ينقشن وجوههن بالوشم ويتكحلن ويصبغن خدودهن بالحمرة. يريدون أن يزيدوا الجمال حسنا فيشوهونه. يجب أن تغمره الشمس وهو في صحة عربة فيتركونه في بساطته ووداعته ويزيلون هذه الصبغة الدميمة التي تحجبه.
أصخ لي يا وزر: فاني سأجعل جمال الحقيقة ولونها الوضاح يخترقان جسمك إلى أن يبلغا نفسك السوداء وسوف أقتل فيك الريب والشك بكلمة: أما كنت فيما مضى صديقا للملك المنذر
وزر - أنا؟
عنترة - نعم أنت! وتعلم جيدا مقاصد هذا الملك
وزر - (بلهجة مرة)
عنترة - ما هو الآن بحلم
وزر - وكيف؟
بلى، وهي وحدة العرب في يد ملك فرد، وهذا صحيح، ولكن ذلك لم يكن إلا حلما لذيذا
عنترة - لقد تخلص وتحرر من نير الفرس وسأنضم إليه الآن. . .
وزر - تنضم إليه؟
عنترة - وستظهر حكمة فرد آخر كطلوع الفجر ويؤيده الله بقوته فينشر قوله الأبدي. إلا