تشعر بالأرض وهي تميد قبل انتشار هذا القول الذي سيمليه على الناس رب قوي عظيم. لقد زلزلت الأرض زلزالها واهتز النخل في الصحراء من عبث رياح السماء اللواقح، وأصبحت آمال الإنسان تتتابع مسوقة بنسيم الصبا كأسراب هائلة من نبات الهديل تنشد أيكا تحط عليه لتريح أجنحتها المتعبة فلا تعثر عليه. تسير تلك الأسراب حيارى مترددة لا رائد لها إلا المصادفات: ولكن المغرب سيتوهج شفقه بزخرفه وقد اقترب الزمن الذي ستتصل فيه الأرض بالسماء حتى يسمع أهل الدنيا كلام الله الكريم، كلاما ذهبيا في إطار الألفاظ اللجينية، وستهب قبائل العرب من كل فج عميق من فيافيهم المترامية الأطراف وقت طلوع هلالهم الفضي المتألق. . .!
(ينوه في هذه الفقرة عن ظهور النبي (صلى الله عليه وسلم) ونزول القرآن)
وزر - أواه! إنني لاشعر باستنارة إمارتي بالسوء باحمرار الفجر وضوء اللهب! صبت عليكم اللعنات يا من خدعتموني! لقد قطع سهمي خيط حياته الذي تتعلق به آمال أسلافنا وهذا الخيط الذي انتظمت فيه حبات المستقبل! يا لكم من خونة مجرمين! وان قبره ستدفن فيه بلادي! عفوا وغفرانا!
عنترة - لقد عفوت عنك وسامحتك ولكن هذا الجرم سيقع على من حللوه وأن إثمك قد خط فوق الرمال وسرعان ما تمحوه الرياح، ولكن المجرم المحرض سيلاقي جزاءه في القريب العاجل إن امبد الأجل، وإني أحمد الله وأمجده وآمل أنيكون الجرح خفيفا. . .
وزر (بلهجة قوية وأنفاس مضطربة)
ماذا تقول! هل أصابت طعنتي؟
عنترة - لقد أصابت ذراعي وليس لها أقل تأثير
وزر (وهو هائج)
انها لعظيمة خطيرة! فاسحقني بحجر من هذه الأحجار كما تسحق العقارب والأفاعي! ادفعني بقدمك بكل ازدراء واحتقار فأنني لا أستحق أية رحمة ولا شفقة! إنني لتعس شقي! وإن جرمي لعظيم لم يخط فوق الرمال. لقد نقش نقشا عميقا فوق جسمك الكبير الذي يماثل النحاس بصلابته بآلة الحقد والحفيظة! فاسحقني سحقا!