عنترة - (يمنعه) ولم هذه الإساءة للموتى؟ فلينم بدعة وسلام! وان موتي لم يختلف عنه في الأجل والشكل وسيموت كلب ضال وهو في عنفوان قوته دون أن يثب الوثبة الهائلة ليصل إلى الماء وينهل الحياة. ولما شحب لونه وأسلم روحه الصغير ومن يعلم لأي جلاد؟. . مات من غلته أمام خرير الماء. كلا فاني سأثب هذه الوثبة مهما حل وحصل! وسأحيا!!! وسأحيا!!! إذ لابد أن أحيا. أوقد النار يا شيبوب واصهر حد السيف أو الرمح فان السم مهما بلغ أمره فلا يقوى على الحرق إذا ما تعدى الجرح وان مت فسأموت مختالا فخورا. ويخيل ألي وقتئذ إنني قتلت بالحديد
(وقد أسرع شيبوب في إيقاد النار بقطع من الخشب ثم وقعت عيناه على جثة وزر) ولكن الآخر مات بنفس الجرح وقد سرى السم في جسمه واصبحت جثته بمثابة نذير! إلهي انما أنا عبدك وخادمك! إنني أسعى وأعمل لك فلا تمتهني هذه الميتة بل على الأقل في الموضع الذي ينتظرني فيه الحصار! يالهذه الجثة! إنني وجل! وعيناي تطرفان أمام الموت كما تطرف أجفان المولود الجديد من الضوء. ما انتابني قط الخوف فكيف حل بي الآن. وإذا كان الإنسان في الحروب مقداما فهل يكون دائما في كل المواقف؟
(ثم يسوق الكلام إلى شيبوب) هل تمكنت من مشاهدة عبلة وتطمينها؟
شيبوب - إنها نائمة وتنتظرك وهي واهية القوى من وعثاء الرحيل والتأثر والفضل لسلمى في تهدئتها
عنترة - ما أعزك علي يا عبلة
شيبوب - لقد احمر النصل
عنترة - يجب أن تضع النصل المصهور في الجرح دون اضطراب وارتعاش فان حياتي معلقة به
شيبوب - وا أسفاه! ستتألم كثيرا
عنترة - كلا! احرق! احرق فاني لا أحب أن أموت (ثم يعري عنترة كتفه فيكوي شيبوب الجرح)