شيبوب - لم أقل عنه شيئا البارحة، وقد أرجأت البت فيه إلى هذا الصباح
عنترة - ألا يدهش أحد من هذا السفر السريع؟
شيبوب - كلا وفضلا عن هذا فلا يعلم القريبون منا ولا البعيدون بمصابك. . هل تشعر بتحسن؟
عنترة - إن نسيم الصباح يطفئ قليلا الحمى؛ والكي وحده الذي يؤلمني هل دفن ميت البارحة؟
شيبوب - أجل، هناك بجانب تلك الخميلة
عنترة - ان الموتى مهما بلغ أمرهم لهم الحق في الراحة. ولننتخب الآن المكان الملائم لمشروعي. . . هناك! لا. . بل بجانب تلك الهاوية فاتها مكان مكشوف قليلا. . . ويجب أن يتمكن العدو حينما يصل من رؤية عنترة حيا أو ميتا. والآن أيها الرفيق والأخ يجب أن نفترق في هذا المكان ولنرجع من هذا الطريق الذي كان بالأمس طريق الأمل؛ أما أنا فسأتمم حياتي وواجبي
شيبوب - ألا تريد إذن أنوب عنك
عنترة - ولم يا شيبوب يحدث موتي ارتباكا في سير الأمور؟ وتصيح عبلة وسط هذا الاضطراب دون أن تتمكن من الوصول إلى الملك؟ لا! بل يجب أن ينفع حتفي رجالي وعشيرتي ومجدي ويترك نقطا من الابريز الوهاج في صفحات تاريخي!
شيبوب - ولكنني سمعت أن المنذر من علماء الطب فتعال! تعال! ومن يدري؟
عنترة - لقد فات الوقت، إذ بيننا وبين المنذر ثلاثة أيام ولقد مات وزر بسرعة ولا مرد للقضاء