عنترة - لا يمكن تأخير ساعة الموت، ولم هذا الجشع الذي ينقص الكرامة ويسقط الاعتبار. وصباح حافل بالحوادث خير من يوم عظيم خال. . . . . . . . . . . . . . . . .
أتبكي؟ ومتى كانوا يبكون فارسا سقط عن جواده في ميدان المجد والفخار؟
شيبوب - إني أبكي قومنا جميعا، أبكي بلادك وأمتك وكل ما سيموت بموتك. عفوك اللهم وغفرانك!
عنترة - إن مستقبل الأمة والبلاد لا يتوقف على فرد ولو كان فارس الزمان أو كان ملكا دانت له الدنيا من أقصاها إلى أقصاها ولا شيء يقف تقدم أمة. انني أراها ترقى وتتقدم من المشرق إلى المغرب في ازدهاء كسف الكوكب الذهبي في فلكه. ولا يهم النسور المختالة حتى الخطاطيف ريشة تزيد أو تنقص من أجنحتها القوية!
شيبوب - كلا يا عنترة! فان هذه الفكرة لا تنطبق على ذويك!
عنترة - حتى ذوي! إذ سيكون ألمهم شديدا ينفذ إلى سويداء قلوبهم. وكل شيء في الدنيا يتألم حينما يولد أو يخلق حتى الحبة تتعفن قليلا قبل أن تنبت وما الحياة إلا ثمرة شجرة الموت. اذهب وارحل فلربما رأيتني في يوم قريب وسأظهر لك مرة ثانية في الخيط الأسود الذي يخطه موتى في الموضع الذي مر فيه الزارع. وستنبت تحت قدميه الحبة التي بذرها
سافر واسهر عليها واحرسها أيها الصديق والحارس الأمين، ومن يدري ماذا سيكون شان المولود الذي ستلده
شيبوب (وهو ناظر إلى جهة المعسكر) اذهب وكن على رأس الجند ومر من المضيق!
(عبلة آتية من المعسكر وهي تعدو وشيبوب وراءها. أواه)(عنترتي لقد فهمت كل شيء وحدثني به قلبي. لا تمكر على فان قلبي لقلب بطلة ولو انه تألم كثيرا ولكنه يستطيع أن يستمر في ألمه
(ثم تقع على قدميه)
إنني لا أتألم إذا شاطرتك حظك، أما أنا ظل ارتبط بظلك؟