هذه زهرتي المسكينة قد أضجعها إعصار وهي مثقلة بماء السماء. انهضي فان الشمس ستشرب وهي منحنية عليك عبرات حبك. لقد بدد الحديد المصهور كل خوف أني لاشعر بخفة وطأة الموت وأكاد أفلت من مخالبه. وانك تستطيعين يا عبلة أن تذهبي وأنت مطمئنة مرتاحة البال (ثم يقول بلهجة حنان وتأثر) هذا واجب عليك، وان لك غرضا يجب أن يكون نصب عينيك ستبتهج له نفسك وهو أمل عظيم يتوج المرأة ويولد الغد من أسراره الخفية. . . وحبذا لو نضجت ثمرة حبنا يا عبلة. وان مت وجب عليك أن تضاعفي حبك لهذا المخلوق الصغير (ثم يبتسم) ولكن ما العمل؟ وكأني أحزنك وأقطب جبينك واسعد عبراتك، ولكن كل شاعر حزين الفؤاد ولو من غير ما داع ولا سبب
عبلة (تنهض وهي منهوكة القوى مصعدة الزفرات) سأرحل ولكنك لا تخدعني، واعلم أن كل لحظة أو خطوة تبعدني إلى الأبد عن وجهك ونظرك المملوء بالعطف والحنان، ولا تقل عنك شجاعتي وسأذهب طائعة، وأتمنى أن ألد ولدا يثأر وينتقم لأبيه! وإني أحب الحياة لأجلكما وهل يساعدني الحظ على نيل هذه الأمنية؟
عنترة! إنني كالسكران من هذه الضحية وذلك الألم. فالوداع الوداع! وآمل أن لن تلين عبراتي من قناتك (ثم يتعانقان)
عنترة_الوداع الوداع يا ابنة الأمير النبيل سلالة الأبطال الأماجد الذين يقابلون الأهوال بعيون كعيون النسور القشاعم، أن دم أسلافك لا يكذب كما يصدق دم راعيهم القديم الذي نال الشرف اليوم
(ثم يصطحب شيبوب عبلة)
اذهبي ولن ترحلي وحدك يا عبلة، ان نفسي لتشيع خطواتك وسأجعل نصب عيني الساعات والأيام التي نسجت منذ طفولتنا خيوط حبنا وسأبذرها في الهواء لتكون ذرات حياتي هذه لك بمثابة حرس عظيم! ثم أحرسكم جميعا فيما بعد من أعالي السماء
(ثم يعود إليه شيبوب)
شيبوب - يا لك من مسكين.! يجب أن تلحق بها في أقرب وقت. هيا بنا فأنني تام العدة والسلاح، وهذه آخر واقعه أخوضها ويلزمني أن أستعد لها كالفوارس البواسل وأتلقى