للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهل قرأ قصيدة أبي تمام يوم فتح عمورية؟ وهل عرف روميات أبي فراس؟ وهل شهد موكب المعاني في مقصورة ابن دريد؟ وهل درس رائية أبي صخر وعينية أبي ذؤيب؟

احب أن أعرف أين مكانك بين أدباء اللغة العربية، يا صديقي؟

أحب أن أعرف أتجدّ في دعواك أم تكون من الهازلين؟

اقسم بالله وبالشرف أني لفي عجب من غفلة الأستاذ احمد أمين عن ذخائر الأدب العربي، مع أنه أستاذ مسئول يتصدر لتدريس الأدب في أكبر معهد من معاهدنا الأدبية

ويزيد في الأسف أنه لم يكن كذلك فيما كنا نعرف من شمائله الذاتية، فقد استطاع أن يظفر بثقة ناس من كبار الأدباء منهم لطفي السيد وهيكل وطه حسين والمازني والعقاد والزيات والبشري، وسمعنا ثناء عليه في بيئات تزن أقدار الرجال، فمن أين وصل إليه مرض الحذلقة الذي كاد يضيفه إلى أدعياء الأدب والبيان؟

أتريدون الحق؟

الحق أن احمد أمين لم يوفق إلى الإجادة إلا في الموضوعات التي سار فيها على سنن مسلوك مهده العلماء من قبل

فكتاب (الأخلاق) له مصدر معروف، فهو في جملته وتفصيله وأصوله وفروعه تلخيص لأي كتاب أوربي في الأخلاق، ولو شئت لسقت الأدلة والبراهين

وفجر الإسلام وضحى الإسلام لهما أصول من أبحاث المستشرقين عن المدنية الإسلامية، وفيهما توجيهات للدكتور طه حسين سأكشف أسرارها حين أشاء، وفيهما سرقات في شئون اجتماعية ونحوية، ولو شئت لقلت إنه نهب بعض آراء الأستاذ فلان، وهو يعرف من أعني، وسيعرف كيف نجازيه بعد حين

بقي أحمد أمين (الأديب) الذي ينقل عن العقل والروح فهل قرأتم له مقالة واحدة تشهد بأن له مواهب فيها أصالة وعمق.

وكيف يصح ذلك، وهو يرى أن الأدب العربي لم ينبغ فيه غير شاعر واحد؟

ومن هو الشاعر؟

هو ابن الرومي، وإنما نص عليه بالذات، ليصح له اتهام الأرومة العربية بالفقر والإجداب، فقد كان المازني كتب منذ أعوام أبحاثاً عن ابن الرومي، وقرر في تلك الأبحاث أن ابن

<<  <  ج:
ص:  >  >>