الأخلاقية. . . وهانحن أولاء في العصر الحالي نعدها من بين أهم روايات شكسبير وأقواها، بل ومن أهم روائع الأدب العالمي. وعلى العكس من ذلك، يعد بعض الناس في عصرنا هذا روايات أريستوفانيس إباحية تخدش قوانيننا الخلقية وتنتهكها، ولكن هذا لم يمنع الإغريق من أن ينظروا إلى أريستوفانيس نظرة التجلة والاحترام ويضعونه في مصاف كتاب الدرجة الأولى
وإذا سألنا أنفسنا عن السر في اختلاف حكم شخص عن حكم شخص آخر أو حكم جيل عن حكم جيل آخر لما أعيانا السؤال أو استعصى علينا الجواب. وتفسير ذلك أنه ما من كلمة إلا ولها معنيان: المعنى الإجماعي، أو المعنى الشعبي وهو ما اتفق الناس عليه؛ والمعنى الخاص، أو المعنى الفردي وهو المعنى الذي يفهمه كل قارئ على حدة حسب تفكيره وخياله وتجاريبه. وليس في مقدور كل شخص أن يكوَّن هذا المعنى الفردي لأنه يتطلب من صاحبه أن يكون تفكيره من النوع العميق، وأن يكون خياله خصباً، وأن تكون تجاربه واسعة. وإن كتب لورنس لهي من النوع الذي يجب أن يعتمد القارئ فيها على المعنى الفردي، وإلا فهي أعمق من أن يسبر غورها أو يتفهم فلسفتها أو يحيط علماً بما بها. وإن أمثال هذا القارئ قليلون، ولهذا السبب كان عدد من يفهمون لورنس على حقيقته قليلاً؛ ولكن الغالبية من القراء يستسهلون قراءة لورنس عن طريق المعنى الشعبي الذي هو ابعد ما يكون عما قصده الكاتب. وهم لهذا السبب ينعتونه بأنه كاتب إباحي أو مفحش في القول. ولو أن أحدهم كلف نفسه مشقة سؤال عقله (هل ما أقرأ يصطدم وتعاليم عقلي الخلقية الصحيحة) لكان الجواب بالنفي. ولكن قليل هم من يفعلون ذلك، بينما يلجأ الكثير منهم إلى تلك القواعد والقوانين الخلقية التي ورثها عن أسلافه جيلاً بعد جيل ويطبقها على ما يقرأ وإذ ذاك يرمي صاحب الكتاب بالفحش والخروج على القوانين الأخلاقية. والحقيقة الواقعة هي أن ما يقرأ قد يجرح العينين لأنهما لم تألفا رؤية أمثال هذه الكلمات من قبل، أما العقل فهو يعرفها تماماً وطالما فكر فيها، فهي معروفة لديه مألوفة له، فهي إذن لا تجرحه ولا تتعارض وتعاليمه الأخلاقية
ويعتبر الناس أن كل ما يثير الرغبة الجنسية إباحي، وهم ولا شك مراءون مضللون يقصدون خداع الغير بعد أن نجحوا في خداع أنفسهم. ومن غريب الأمر أنهم مجمعون على