(الرسالة ٣١٤) رقة هذه. ولما طعن أدهم تلك الطعنة لم يرتجل في رده (الرسالة ٣٢٦) ما يجعل ذلك الخطأ صواباً، وأدهم على كل ارتجال قدير
طُعِنَ أدهم ففرَّ يستغيث بشهادة صديقه الإسكندري صديق شيبوب - وهو الناقد الأدبي لصحيفة (البصير) - فقال إنه قرأ نقده عليه قبل أن يبعث به إلى الرسالة في ٢٧ يونيه فتلقى الأستاذ شيبوب استغاثة صديقه باشمئزاز. ألا ترى كيف يفتتح شهادته (الرسالة ٣٢٧): (أقحم اسمي في الجدل القائم بين فلان وفلان)، والفيروزابادي رحمه الله يخبرنا بأن (قحم في الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة بلا رويّة وقحمه وأقّحمه. . .)، ولكن مثل أدهم يجهل التدَّبر والاستئذان. وقد زاد الأستاذ شيبوب أنه (لا يذكر شيئاً) من نقد أدهم في كتاب فرعون الصغير، وعلى هذا فشهادته لا تجدي على أدهم شيئاً، إذ هي ساقطة كما يقال في لغة القضاء. ثم إن شيبوباً خرج من عهدة الشهادة بأن سأل صاحب الرسالة أن يخبرنا كيف أخر النشر لنقد أدهم شهراً ونصف شهر، فاعتصم صاحب الرسالة بسر المهنة؛ وهذا حقه. وقد قال أدهم في رده تأخير نشر نقده حتى ١٤ أغسطس على أنه مرسل به في ٢٧ يونية (راجع إلى تقديم بعض كلمات له أرسلها للرسالة (يريد أرسل بها إلى) وكانت لمناسباتها تتطلب نشرها في وقتها) والواقع أن الرسالة لم تنشر شيئاً لأدهم في عدد ١٠ يوليه (رقم ٣١٤) ولا في عدد ٢٤ يوليه (رقم ٣١٦) وأما عدد ٣ يوليه (رقم ٣١٣) فليس فيه لأدهم سوى كلمة في البريد الأدبي، والرسالة نشرت لأدهم في آن كلمة في البريد الأدبي ومقالاً في باب النقد (راجع عدد ٣٢٦). أضف إلى كل هذا أن مكانة الأستاذ تيمور عند صاحب الرسالة لا تسوغ مثل ذلك التأخير
وكيفما كانت الحال فإن الحكم بالسوابق كما يقال في لغة القضاء. ولأدهم غارات غير هذه: أغار على مراد فرج وزكي مبارك وعليَّ (أطلب الرسالة ٣١٤ ص١٣٨٠) وعلى من يعلم الله.
وإن قال قائل: لِمَ تعنى بالغارات الأدهمية ولا ترحم. قلت: إنه ينبغي لنا أن ننصب الحرب للمغيرين ولاسيما المكابرين منهم؛ وذلك أننا نريد أن نقيم للإنشاء بالعربية دولة. والإنشاء إذ رضي بالاستلهام فإنما يكره السطو والالتقاط ثم التهويل بهما وفي هذه (اللطيفة) الكفاية.