(يلتفت الجندي ويؤدي التحية العسكرية)
العالم - إنني أفتح الكتاب المقدس حيثما اتفق - أقرأ من هذه الصفحة
الجندي - إنجيل متي. الإصحاح الخامس. الآية الرابعة:
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون. طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض
العالم (يلتفت إلى الإمبراطور)
الإمبراطور - أصاب، فإني أحفظ كثيراً من إنجيل متي
العالم - (يلتفت إلى الجندي) أطو هذه الصفحة واقرأ في أخرى
الجندي - اشعيا، الإصحاح الثالث، الآية الخامسة عشرة. ما لكم تسحقون شعبي وتطحنون وجوه البائسين. يقول السيد رب الجنود
الإمبراطور - صه! (ويستند بظهره إلى الكرسي وقد بدا عليه الانفعال الشديد ويمسح جبينه بكفه مرات
ويتناول العالم الكتاب فيرده إلى الإمبراطور فيضعه هذا في جيبه ويقول إن قوته شيطانية. إنني أريد امتحانه على انفراد
العالم يمشي إلى المنضدة التي عليها حافظة أوراقه فيحملها)
الإمبراطور - أسرع وسأطلبك متى شئت بدق هذا الجرس (وفي هذه الأثناء يظل الجندي واقفا مكانه وقد بدا علي عينيه إصرار على عزم جديد
العالم - مره يا مولاي!
(ثم ينحني ويخرج. ويظل الإمبراطور يتأمل في دهشة ولا يرفع بصره عن الجندي ٢٤١ ثم ينزل بجلال عن عرشه ويمشي في بطء نحو الجندي ويدور حوله ويفحصه ناقدا ممحصا. وهنا يبدو على الإمبراطور فزع وخوف ويشعر بأن مركزه من هذا الجندي غير مأمون
الإمبراطور - أين مولدك؟
الجندي - في الجنوب يا صاحب الجلالة
الإمبراطور - ماذا كانت حرفتك؟
الجندي (يبدي من غير إرادة حركة دالة على التبرم) - كنت زهَّاراً. (فيتأمل الإمبراطور