في أصابعه المعدنية. ويفطن الجندي إلى هذه الملاحظة)
الجندي - لقد كنت اصنع باقات الورد ولكن بغير هذه الأصابع (ينحني الإمبراطور وحهه عنه) بل بأصابعي المفقودة
الإمبراطور - ليس في الحرب حفلات تحتاج للزهور
الجندي - أستطيع يا صاحب الجلالة أن اصنع باقات للموتى (ثم يميل نحو الإمبراطور)
(يلاحظ الإمبراطور لهجة تهكمية في خطاب الجندي فيتظاهر بالغضب)
الإمبراطور - ألست شاكراً فضل العلم على ما قام به نحوك من الإصلاح؟ تكلم!
الجندي - ماذا أقول؟
الإمبراطور - لقد أصبحت إنساناً بعد أن شوهت. لقد استرددت ما فقد منك
الجندي - نعم يا جلالة الإمبراطور ولكن قلبي تحطم
الإمبراطور - لماذا؟
الجندي - أهلي يموتون جوعاً. وزوجتي وحدها
الإمبراطور - إذن فأنت غير مزهو بأن العلم وجد سبيلاً لمضاعفة جيشنا وتقويته؟
الجندي - بماذا؟ بتقديمي ضحية للموت مرتين؟
الإمبراطور (يتكئ إلى الكرسي مستنداً إليه) - هذا جحود!
الجندي - بمضاعفتك قوة جيشك ضاعفت أحزان الإنسانية (ويخطو خطوتين في عنف نحو الإمبراطور)
الإمبراطور - أنت تفوه بكلمات ثورية في حضرة الإمبراطور بما اجترأت على قوله
الجندي - اجترأت؟ إن الخوف قد ذهب من جسدي الممزق إلى جسدك أنت (ويمشي نحو الزر الكهربائي متثاقلاً ليطفئ النور)
الإمبراطور - اجث على قدميك، وأطلب الصفح من إمبراطورك
الجندي - إن هذا الجسد الذي أصبح معظمه من الحديد لا يجثوا أمام جسد معظمه من الدم. إنني لا أركع إلا لله الذي أطلب منه أن يغفر لي ما اعتزمت على اقترافه الآن. بل لا وزر عليّ في إنقاذ العالم من روحك الطاغية. فالذي سأفعله هو لمصلحة الشعوب المرهقة. إن عيد ميلادك هذا هو عيد موتك وعيد مولد الحرية