للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على هذا قلت: إن مدينة (توركو) تصعد إلى المائة الرابعة عشرة، واستشهدت فيما استشهدت به بدائرة المعارف البريطانية. ولكن أدهم لم يدفع شهادة دائرة المعارف البريطانية - ولعل هذا السفر مما لا يعول في جامعة موسكو - بل عاد إلى تشكيكه في تاريخ هجرة أولئك المسلمين، وقام يستند إلى كتب ألفها علماء من روسية ليبرهن على أن جماعة من الترك رحلوا إلى فنلندة قبل الثورة البلشفية، وأن أمرهم مشهور.

- وحسبي اليوم أن أنقل هنا رسالة بعث بها إلي رأس المستشرقين في روسية، وهو الأستاذ كراتشكوفسكي أستاذ العربية وآدابها في جامعة لننجراد (وهي غير جامعة موسكو، كما يعرف أدهم نفسه) ومن أعضاء الأكاديمية الروسية فيها، (وقد اطلع صاحب مجلة (الرسالة) ورئيس تحرير المقتطف على تلك الرسالة) ونصَّها:

(سيدي الأستاذ الفاضل، سلاماً واحتراماً وشكراً على ما أنعمتم علي به من رسالتكم اللطيفة عن أحوال المسلمين في فنلندا، وقد قرأتها بكل إمعان ولذة في مجلة الدراسات الإسلامية، ولكم الفضل في لفت أنظار العلماء إلى هذه الزاوية من العالم الإسلامي الحاضر) ا. هـ

وعلى هذا فقد شهد شاهد من أهله، وأي شاهد!

وهل ثمة حاجة بعد ذلك إلى أن أخبرك بأن (مجلة الدراسات الإسلامية) التي يخرجها المستشرق ماسينون في باريس نشرت حديثي عن أولئك المسلمين على أنه (اكتشاف)، نشرته بالفرنسية سنة ١٩٣٤ قبل أن أنقله إلى لغتنا في (مباحث عربية)؟ أو إلى أن أخبرك بأن المستشرق جِبّ من أساتذة جامعة اكسفرد بعث إلي برسالة (اطلع عليها صاحب مجلة الرسالة ورئيس تحرير المقتطف) يقول فيها إنه لم يك يعلم شيئاً عن أولئك المسلمين؟

- وأما مغالطة أدهم، فقد بينتها من قبل عند الكلام على ارتجاله لعنوان كتاب جعل اسمه أول الأمر (مجموعة محاضرات دركايم عن علم الاجتماع في السوربون)، حتى إذا ضيقت عليه المسالك قال: (الرسالة ٣١٧ وردّى ٣٢٠) إن هذا الكتاب يحمل أسم (قواعد منهج علم الاجتماع) تحت عنوان شامل هو (أعمال السنة الاجتماعية) (وهي مجلة دورية)، وقد حاول عبثاً أن يقحم كلمة (مجموعة) في هذين العنوانين. ثم إنه اعترف بعد ذلك أنه كان قد استند إلى ترجمة الكتاب بالإنجليزية. فكيف يناقشني - أول ما يناقشني - في الأصل الفرنسي ويعين صفحات منه؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>