للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أساتذة الجامعة المصرية من يرى الحديث المعاد من المبتكرات

وحدثكم الأستاذ أحمد أمين أن الإعجاب المطلق بالأدب العربي يضر أكثر مما ينفع، وأن من واجبنا أن نوازن بين أدبنا وبين الآداب الأجنبية، وأن نترك أحكام النقل والتقليد. . . وهذا منقول عن قول الدكتور ضيف:

(كل حكم مبني على النقل أو التقليد لا قيمة له، ولا يفيد شيئاً ولا يصح الاعتماد عليه، فلا يصح أن نصدق قول من قال إن لغة العرب أحسن اللغات بدون أن نعرف شيئاً من اللغات الأجنبية ونوازن بينها وبين اللغة العربية. وإننا لنسيء إلى اللغة العربية وإلى الأدب العربي وإلى الأمة العربية أكثر من أن نحسن إليها بمثل هذه الأقوال التي لا يمكن أن يعتمد عليها إنسان مفكر، كما أنها لا تحرك العقول ولا تحملها على البحث)

ذلك كلام الدكتور أحمد ضيف الذي نقله الأستاذ أحمد أمين بدون أن يشير إليه. . . وهل كان يظن أن في مصر من لا يزال يذكر كلاماً قيل في سنة ١٩١٨ ونشر في سنة ١٩٢١؟

وحدثكم الأستاذ أحمد أمين بأنه يجب أن ننظر إلى الأدب العربي القديم كما ننظر إلى الآثار المودعة في المتاحف، وندرسه كما تدرس الآداب اليونانية واللاتينية. . . وهذا هو كلام الدكتور ضيف إذ يقول:

(من هذه الوجهة يجب أن نتعصب للغة العربية وآدابها كما يتعصب الأوربيون الآن للغة اللاتينية واليونانية لأنهما أصل معارفهم ومستودع سر مدينتهم)

وحدثكم أحمد أمين بأنه يجب أن يكون لنا أدب مصري يصور المجتمع عندنا ويحدثنا عن الزارع في حقله والتاجر في متجره والعالم بين تلاميذه وكتبه والعابد في معبد والماجن في مجونه. . . وهذا منقول عن قول الدكتور ضيف:

(نريد أن تكون لنا آداب مصرية تمثل حالتنا الاجتماعية، وحركاتنا الفكرية، والعصر الذي نعيش فيه، تمثل الزارع في حقله، والتاجر في حانوته، والأمير في قصره، والعالم بين تلاميذه وكتبه، والشيخ في أهله، والعابد في مسجده وصومعته، والشاب في مجونه وغرامه. أي نريد أن تكون لنا شخصية في آدابنا. ولا نريد بذلك أن نهجر اللغة العربية وآدابها، لأننا إن فعلنا ذلك أصبحنا بلا لغة وبلا أدب)

ومن هنا تعرفون كيف سرق أحمد أمين تلك (المبتكرات) التي دعاكم إلى تقليبها على جميع

<<  <  ج:
ص:  >  >>