كسيطرة الأم أو الأخت أو المربية. ويستحسن أن يوضع في رعاية رجل. وليس هناك أخطر من أن يدلل الأمهات أبنائهن بأن يلبسنهم ملابس البنات أو يعاملنهم معاملتهن، أو يتركنهم يزاولون ألعابهن لأن عاقبة ذلك تكون فقد رجولتهم أو عدم استكمالها. ويجب أن يكون لنا في الزنوج خير قدوة عندما نراهم يحتفلون بوصول الولد إلى سن البلوغ ودخوله دوراً جديداً من أدوار حياته، وهم باحتفالهم به إنما يشعرونه أنه انتقل إلى حياة جديدة لها أهميتها
وأول واجب للوالدين بعد وصول ابنهما إلى هذا الدور هو أن يحيطاه علماً بالغريزة الجنسية، وليست هذه المهمة باليسيرة إذ يلزم الأب أو الأم أن يكون حريصاً في كلامه في هذا الموضوع كل الحرص، ويعتقد لورنس أن أسوأ ما يفعله الوالدان هو أن يلجئا إلى المعلومات العلمية يفسران بها لولدهما ما خفي عنه من هذه الغريزة، لأن أمثال هذه المعلومات كفيلة أن تبغض الولد في هذه الغريزة مما يترك لديه أسوأ الأثر. كذلك يجب على الأم ألا تصور العلاقة الجنسية لابنتها في شكل روحي غامض. والى القارئ مثلاً من الأمثلة الخاطئة التي يتبعها بعض الأمهات مع بناتهن:
(والآن يا حبيبتي، تعرفين أن أباك رجل، وأني أحبه، وسوف يأتي الوقت الذي تقابلين فيه رجلاً تحبينه كما أحب أباك وبعد ذلك سوف تتزوجين منه وتعيشين معه عيشة سعيدة. ولذلك آمل أن تتزوجي من الرجل الذي سوف تشعرين أن قلبك يخفق نحوه بالحب. . .) ثم تقبل ابنتها وتستطرد قائلة: (وبعد زواجك ستحدث لك أشياء كثيرة لا علم لك بها يا حبيبتي، وستفكرين في أن يكون لك طفل جميل، وكذلك سيفعل زوجك، لأن ابنك سيكون ابنه أيضاً، أليس كذلك يا حبيبتي؟ وسيكون الطفل طفلكما معاً. . . أنت تعرفين ذلك تمام المعرفة، ولكنك لا تعرفين كيف يتم ذلك. سيأتي هذا الطفل من جسمك وسوف يخرج من جسمك كما خرجت أنت من جسمي من قبل. . . الخ) ويقاوم لورنس هذه الطريقة التي يتبعها معظم الأمهات في الإدلاء بالمعلومات الجنسية إلى بناتهن، ويرى أنها لا تغني ولا تشبع من جوع. وليست الطريقة العلمية بأحسن منها حالاً. فهي بتشريحها جسم الإنسان إلى جزيئاته الصغيرة تشوه جماله وتسيء إلى صاحبه، وتكون النتيجة أن يشب الولد وهو ينظر إلى هذه العلاقة نظرة خوف واشمئزاز.