وراعني أن يجهل الناس بعض مصادر التشريع الإسلامي، فنشرتُ رسالةً في تحقيق نسب كتاب (الأمّ)، وهي رسالة عدَّها السنيور ناللينو من الآيات، وسينتفع بها رجال الأزهر الشريف.
وعز عليَّ أن يقال إن شعراء أوربا قد تفرَّدوا بإجادة القول في الوجدانيات فألفتُ كتاب (مدامع العشاق) ليكون شاهداً على سَبْق العبقرية العربية إلى شرح مآسي الأرواح والقلوب، ومن قبله ألفت كتاب (حب ابن أبي ربيعة) الذي صور ملاعب الأفئدة في أيام الحجيج.
وساءني أن يقال إن راسين هو أعظم من شرَّح عاطفة الحب فألفت كتاب (ليلى المريضة في العراق)، لأقيم الدليل على أن في كتاب اللغة العربية من يتفوق أظهر التفوق على راسين.
ونظرتُ فرأيتُ أن الجمهور شغلته الشواغل عن الدراسات الفلسفية، فألفتُ كتاب (الأخلاق عند الغزالي)، وكتاب (التصوف الإسلامي)، وهما كتابان لن يجود بمثلهما الزمان. ولو قلت إن كتاب (التصوف الإسلامي) هو خير ما كان وما سيكون في التعبير عن العبقرية العربية لكنت أصدق الصادقين.
ورأيتُ الأدب العربي يحتاج إلى من يَعْرِض محاسنَه على العقول الأوربية فألفت كتاب:
'
ورسالة:
' ' '
لقد كان لهذين الكتابين صدىً في البيئات الأوربية والأمريكية عند من يهمهم الوقوف على ذخائر اللغة العربية. ورأيت جمهور أهل الأدب يظنون أن إمارة الشعر في السنين الخوالي لم يظفر بها غير أبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي، فألفتُ كتاب (عبقرية الشريف الرضي)، وهو كتابٌ رضي عنه قومٌ وسخط عليه أقوام، ولكنه سيبقى من غرر المؤلفات الأدبية ولو كره الحاسدون والحاقدون.
ورأيت الناس في الشرق يكادون يجهلون أسرار الحياة الأوربية فألفت كتاب (ذكريات باريس) وهو كتاب يشرح ما هنالك من صراع بين الرُّشد والغيِّ والهدى والضلال.