صديقنا الدكتور بشر فارس لا يسره كثيراً أن يعترف بالحق: فهو ينقل الجدل من ميدان إلى ميدان ليُنسيَ القراء موضوع الخلاف.
هو يقول بوجوب إلقاء الشعر كما يُلقى النثر، وأنا أقول إن الوزن من العناصر الأساسية في الشعر، ومن الواجب مراعاة ذلك عند الإلقاء.
هذا هو أصل الخلاف، فكيف استباح أن يعيد على سمعي مسألة بديهية تقرر أن الشاعر خير من الوازن؟ وهل يظن أن (زميله الباريسي) ممن تخفى عليهم البديهيات؟
ويقول:(إن الطرب لا يأخذ النفس اللطيفة من طريق الحس الظاهر) وهو في هذا الحكم من المخطئين: فالحواس هي أدوات النفس، ولكل صورة وجدانية أصل من الصور الحسية، وهذا بحثٌ مسهَب أودعته كتاب (التصوف الإسلامي) فلا أعود إليه: لأني أبغض الحديث المعاد، ولأني لا أحب أن أعود إلى درس هذا البحث من جديد، ولأن لمجلة (الرسالة) شواغل أهم من درس الموضوعات التي دُرست من قبل.
وأراد الدكتور فارس أن يداعب (زميله الباريسي) فسأله عن صحة (ليلى المريضة في العراق).
وأقول إن (ليلى) فوق التهكم والسخرية يا دكتور فارس فاتق الله في رأسك فقد يطيح في لحظة غضب إذا توهمت أنه يجوز المزاح مع الحب.
وتقل إني أردت أن أذيع فيكم أني مفتون بالجمال
فماذا تريدون! أتريدون أن أُفتن بالقبح كما تُفتنون؟
إن القاهرة لم تخلق فيكم شاعراً يصف أيامها الغُرِّ ولياليها البيض، وليس فيكم من تحدث عن شارع فؤاد كما تحدث طبيب ليلى المريضة في العراق، وهل ألهمتك باريس ما ألهمتْ صاحب كتاب (ذكريات باريس)؟
أحبك يا ليلى، وأحب من أجلك جميع اللائمين والعاذلين. ذكَّرتني يا بِشر بليلاي، فمتى