السَّرَاة، وعلى أهل السروات حُمَيضة ابن النعمان بن حُميَضة البارعي، وهم بارق، وألمع، وغامد، وسائر اخوتهم في سبع مائة من أهل السراة وأهل اليمن ألفان وثلث مائة، منهم النخع بن عمرو، وجميعهم يومئذ أربعة آلاف، مقاتلتهم، وذراريهم، ونساؤهم)
وفي الأغاني (١٩: ٥٤ من طبعة بولاق الأولى): (وذكر جرير بن عبد الله خبر إسلامه (إسلام أسد بن كرز)، حدث بذلك عنه خالد بن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله، قال: أسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف، فأهدى إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، قوساً فقال له: يا أسد، من أين لك هذه النبعة؟ - فقال: يا رسول الله، تنبتُ بجبلنا بالسراة. فقال الثقفي: يا رسول الله، الجبل لنا أم لهم؟ - فقال: بل الجبل جبل قسر، به سمى إبراهيم قسر عبقر. فقال أسد: يا رسول الله، ادعُ لي. - فقال: اللهم اجعل نصرَك ونصر دينك في عقب أسد بن كرز) اه
فهذه الأدلة وغيرها، وهي لا تعد، تبين أن السرويين دانوا بالإسلام منذ عهد الرسول، وسعوا في نشره. ولا جرم إذا سمى العرب جميعهم باسمهم أو سمى الإسلام باسمهم، وجرى عليه الأعاجم جميعهم
لكن لما كانت السراة أو السرَوَات ممتدة بامتداد جزيرة العرب من أقصى الجنوب إلى الشام، كان فيها قبائل عديدة مختلفة الأسماء، أطلق الأدباء من عرب وغير عرب اسم السرويين على كل عربي. أما أن هناك سروات مختلفة القبائل، فيشهد عليها من كان فيها، فمنها سراة الأزد، وسراة أَلْهان، وسراة بجيلة، وسراة بلد وادعة، وسراة بني علي، وسراة جُبلان، وسراة جنب، وسراة الحِجْر، وسراة خولان، وسراة دوس، وسراة الطائف، وسراة عُذَر وهِنْوَم، وسراة عنز، وسراة غامد، وسراة فهم وعدوان، وسراة قُدم، وسراة مذحج، وسراة المصانع، إلى غيرها. وبهذا القدر كفاية في هذا الموضوع
٩ - ملاحظاتنا
الملاحظة الأولى: رأينا بين مقال الأستاذ العمودي وما جاء في ترجمة من معلمة الإسلام مشابهة، وكان يحسن بحضرته أن يقول: إنه اقتبس أغلب كلامه من المعلمة المذكورة، حتى لا تبخس الناس حقوقهم، ولا تذهب أتعابهم سدى
الثانية: كنّا نود أن تكتب الأعلام على ما يرويها العرب لا الإفرنج، حتى لا يظهر للغير