للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا همَّ لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الذين قد بغوا علينا

إذا أرادوا فتنة أبينا

(أبينا)

وكان صوته يرتفع كما يروي البخاري عند كلمة (أبينا) التي كان يكررها عليه الصلاة والسلام.

وفي هذه الموقعة أيضاً كانت أناشيد صغيرة تنشد تارة في أثناء المعركة، وطوراً في أثناء القتال مثل قوله عليه الصلاة والسلام:

يا منزل الكتاب

سريع الحساب

اهزم الأحزاب الخ

وقد استوفت هذه الأناشيد كل ما يشترط في أناشيد المسير، فهي قصيرة الفقرات بحيث تصلح ألحانها أن تكون على قدر خطى الجنود. وهي معبرة عما في أنفس الجيش من العواطف تعبيراً خالياً من التغالي المثير. وهي سهلة الحفظ، يتوافر فيها شرط السيرورة

هذه هي أناشيد الجيش، وهل يحسب الشعراء والموسيقيون أن لا غنى للشعوب عنهم؟

إن الشعوب لا تستغني عن الشعر ولا عن الموسيقى ولكنها تستغني عن الشعراء والموسيقيين إذا ما تعالوا عليها وترفعوا عنها.

هي تؤلف لنفسها إن لم تجد من يؤلف لها.

إنها تفكر على قدر طاقتها إن لم تجد فلاسفة ومفكرين، وإنها كذلك تعيش معيشة على وجه ما إن لم تجد من يجمع شملها ويؤلف لها نظاماً، وإنها كذلك تضع لنفسها الشعر والموسيقى إن لم تجد شعراء وموسيقيين.

كذلك الأرض التي نحن منها إن لم تجد مزارعين ينظمون لها طرق الري والاستنبات،

<<  <  ج:
ص:  >  >>