المحيطين به المجاورين لداره، كما لو كان وحده وسط صحراء قاحلة لا صديق فيها ولا أنيس
ومما يثير في نفوسنا شعور الوحدة، كبت بعض الغرائز التي تريد الظهور، ففي كل إنسان غريزة تدعوه إلى البحث عن رفيق من الجنس الآخر. وكبت هذه الغريزة يسبب له كثيراً من الآلام
من الطبيعي ولاشك أن يكون الإنسان وحيداً، ولكن الوحدة ليست من الأمور التي تؤخذ بالوراثة، ولا من الغرائز التي لا يمكن التغلب عليها وتغييرها. فنحن لم نخلق في هذه الحياة بهذا الضعف، إن الظروف هي التي جعلتنا كذلك، وفي وسعنا أن نغير هذه الظروف فلا نعود إلى احتمال آلام الوحدة بعد
ويختلف علاج الوحدة بالوحدة باختلاف الأشخاص والأحوال، فبعضنا يعاني آلام الشعور بالوحدة حتى يتزوج، وبعضنا يعاني الوحدة حتى يكون له أبناء، وبعضنا يؤنسه كلب صغير أو طائر جميل. وقد كان للمذياع فضل كبير في معالجة هذا الداء عند الكثيرين، كما أن للقراءة والأفلام المصورة فضلا يذكر في هذا الشأن.
من هنا يتبين أن علاج الوحدة يختلف باختلاف الظروف والبيئات. فقد يكون لعصفور صغير فضل كبير في معالجة إنسان من هذه الحالة، وقد يكون للطبيعة فضل في معالجة إنسان آخر. وقد يأنس بعضنا بمشاهدة حفلات الرقص، وقد يأنس البعض بمشاهدة بعض المباريات الرياضية والاندماج في غمار الناس
ومن واجب الشخص الوحيد أن يتعلم كيف يتصل بالناس، وألا يضيق على نفسه كثيراً في اختيار معارفه، فإن الأمور يؤدي بعضها إلى بعض
ونحن نستطيع أن نقهر الظروف وان نحكمها، إذا قوينا غرائزنا وأفسحنا لها الطريق المران. فإذا أخذنا بهذه الأسباب أتيحت لنا الفرصة للتغلب على أحوالنا، فأصبحت تأتمر بما نريد.
البريد الأدبي
تاريخ الآداب العربية لبروكلمن
سبق لي أن وصفت الجزء الأول والثاني والثالث لذلك الكتاب من غير توسع ولا إفاضة