باقر الشبيبي أحد الشعراء المجيدين في العراق
وما كان باقر الشبيبي أول من فتن بأغاريد أم كلثوم، فقد فتن بها الزهاوي والرصافي والبناء، ولهم في الهيام بأغانيها قصائد جياد، وربما جاز القول بأن أم كلثوم شغلت جميع شعراء العراق، فمن النادر أن تمر أغانيها هناك بلا تشوف. وقد زاد الاهتمام بأم كلثوم عند أهل العراق بعد أن عرفوا أن حنجرتها مسروقة من الحمامة الموصلية التي تقيم بإحدى نوافذ المنارة الحدباء
لم يكن باقر الشبيبي أول المفتونين بأغاريد أم كلثوم، ولكن هيامه بها قد اتصل بنزعة نبيلة هي الجزع من الانشقاق الذي وقع في الوفد سنة ١٩٣٢ وخرج به على الزعامة ثمانية أعضاء
في تلك الأيام ذهبت أم كلثوم لزيارة بغداد فاستقبلها الشاعر بخفقة من القلب والروح وهو يهتف:
على الشاطئ صيداحٌ ... هنيئاً لك يا دجله
سأرعَى النجم للصبحِ ... وأحْي الليل في الحفله
فأهلاً ظبية النيلِ ... ومَرحَى جارة الرمله
وبوركتِ على السيرِ ... وهُنِّئت على الرحله
هنيئاً لكِ بغدادُ ... فهذى أم كلثومِ
من الغِيد الأعاريبِ ... أتتنا، لا من الروم
لقد أحيتْ لياليكِ ... بتغريد وترنيم
فعذراً فرحة النفسِ ... إذا قَّصر تكريمي
أعيدي السجعَ والصدحَ ... غنِّينا إلى الفجرِ
فهذى الأنجمُ الزُّهرُ ... مُطلاّتُ مع البدرِ
فغنِّى أروع الشعرِ ... وصُوغيه من السِّحرِ
فمن نَحرك للثغرِ ... ومن ثغرك للنحرِ
أطِلّي بنت فرعونٍ ... على المسرح والملعبْ
ورفقاً ربَّة الصوتِ ... بأحشائي أن تُنهبْ