الموضوع منها كتاب (تاريخ العلم والعلماء خلال القرنين الماضيين) درس فيه المؤلف حياة كل عالم وأسرته وبيئته والعوامل التي أثرت في تكوينه. وكتاب (العلاقة بين الوراثة وانتخاب الأصلح من البشر)، وكتاب (أصل عظماء الرجال، ورجالُ الأدب الفرنسي المعاصرون)
عالج كاتل أيضاً ما عالج من بحوث - أثر البيئة والوراثة في إيجاد الفروق بين الأفراد. ففي سنة ١٩٠٦ كتب في مجلة (العلوم) موضوعاً تحت عنوان (بحث إحصائي في حياة رجال العلم الأمريكيين) ذكر فيه أماكن ميلاد ألف من العلماء البارزين وأماكن إقامتهم وعوامل الوراثة في حياتهم وعوامل البيئة وإنتاجهم.
وقد أثارت النتائج التي وصل إليها عجب القراء. فقد وجد إن عدد العلماء في ولاية ماساشوستس ١٠٨. ٨ في كل مليون من السكان، بينما هم ٨٦. ٩ في كل مليون في ولاية كونيكتيكوت، و ١. ٤ في كل مليون في ولاية لويزيانا، و ١. ٣ في ولاية ميسيسبي واستنتج من هذا الإحصاء (أن هذا التوزيع النسبي غير المنتظم لرجال العلم بين الولايات يدل دلالة قوية على أن الاستعداد العلمي ليس وراثياً كما قال جولتن وبيرسُنْ، وليس من المعقول أن ثمة فروقاً وراثية كبيرة بين الأسرات في الولايات المختلفة نتيجتها هذا الفرق النسبي الكبير بين عدد رجال العلم الذي قد يبلغ في ولاية مائة مرة عددهم في ولاية أخرى. صحيح قد يكون لجنس الزنوج أثر وراثي في ذلك، ولكن الإحصاء لا يثبت ذلك ويظهر أن العوامل الأساسية في المواهب العلمية والإنتاج الفكري هي الثروة، وازدحام السكان، الفرص الاجتماعية، والمؤسسات العلمية، والتقاليد، والمثل العليا للجماعات، وقد يمكن إرجاع كل هذه العوامل في النهاية إلى الوراثة الجنسية، ولكن هذا لا يمنعنا من القول بأننا إذا أخذنا أي جنس فإنه من الممكن بتسليط العوامل البيئية عليه أن تزيد في عدد ذوي المواهب العلمية، كما نشاء، وإن كان هذا ليس معناه أننا نستطيع تحسين هذه المواهب. إن الحقيقة المشاهدة هي أنه لا يوجد فرق كبير بين مقدرة العالم في هذه الولاية، ومقدرة العالم في الولاية الأخرى. ومعنى هذا أن الإنتاج العلمي هو أثر من آثار البيئة لا الوراثة). ثم يقول في مكان آخر (والرأي عندي أن أنواع المواهب والخلق إنما هي وراثية، أما الاتجاهات التي تأخذها هذه المواهب، فإنها خاضعة لتأثير البيئة)